<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالاتمناسبات

الحكم الفاشل

 

مقال لـ *حسين سالم السليماني*

تعتبر القيادة الحكيمه التي ترفض الإذعان للمقرضين الذين لايرون غير إشباع رغباتهم والوصول للغايات التي يريدونها، ويطلبونها من القيادة؛ ولايهمهم أن
تصل الشعوب الى المعاناة والجور والظلم، أو يعاني الويلات والأزمات في حياتهم .
أن القائد الهمام يضع الرجل المناسب صاحب “التخصص” في مكانه،ويضع التشريعات(القوانين) في العمل الإداري الذي يقود المنجزات الى بر الأمان .
أن الفشل دائما يقع بسبب سوء الإدارة. لا بسبب قلة الموارد.
فكم شعوب ودول لا تملك الموارد هي اليوم في قمة الدول والشعوب!
أن القيادة المخلصة التي تدير عملها بشكله المطلوب، لا تبحث عن موارد جديدة لتخطي الأزمات.
بل تبحث عن الطريقة في إدارة الموارد المتاحة بين أيديها؛ مما يجعلها تسخر كل مالديها من أجل البلوغ الى الأهداف المرسومة، لا كما يديرها الحكم الفاشل الذي يجعل أهتمامه نهب الشعب ومقدراته! أو تخبرك من ابواغها التي صنعتها لهذا العمل ، وتنادي المجتمع في اغلب اوقاتها : ان البلاد قليلة الموارد،أو معدومة.
أن هذا الفشل سببه هو سوء الحكم الفاشل في إدارة الموارد، لا بسبب قلتها !
فحين يتعرّض الحكام والقائمين على مصالح المجتمع (في البلدان الناجحة) لخسائر متلاحقة يطردون من مناصبهم؛ لأنهم يقفون عائقا في تقدم البلاد.
وإذا تفاقمت المشكلات على البلاد يعزلون الحكومات،لأنها سبب الفشل.
أن الحكم في أو طاننا سواء كان رئيساً أو أي إداري او اي شيئ آخر، يبحث دوما عن سبب المشاكل في كلّ مكان إلا في نفسه، ودوماً يبحث عن شيء يعلّق عليه فشله، وندرك أن القائد سيوجه اتهامه الى مسميات [أكل عليه الدهر وشرب] فإذا نجح إقام الدنيا ولم يقعدها، فهذا النجاح نجاحه، وإذا فشل فحتماً هو خطأ الذين يعملون من تحته،واغلبهم ضد مصالح المجتمع كما يزعمون.
يستحيل أن ينجح حاكم او مدير لأي مصلحة، لا يملك الارادة ليعترف أنّ أي خطأ يقع ضمن حدود صلاحياته هو خطؤه بالدرجة الأولى.
لقد مارس المجتمع التعايش منذ سنوات مع الأنظمة التي تفتك به،وتصادر حقوقه،وتنتهك خصوصياته.
فهل أستقال وزير وقع فشل في وزارته؟
وقال: أنا مسؤول!
بهذا السلوك حتماً سينتج مجتمعنا مواطنين يحترمون حقّ الحياة لكل المخلوقات!
وبما أن هذا الهدف السامي لم يتحقق فينا فإن عجلة التمنية حتماً ستتوقف!
للأسف.
وسيدفع ثمن ذلك ليس المدير أو الوزير او الحاكم! وهذا الذي جعلنا لا نرى الأ جيل عدائي للاحياء والحياة!
هذه هي عقليتنا في الحكم باختصار : تحميل أسباب الفشل للغير، فلا أحد يعترف بالفشل بمقدار نصيبه من المسؤولية. يستحيل أن ينجح مدير لا يملك الأرادة أن يعترف بأي خطأ يقع ضمن حدود صلاحياته .
أن أحد أسباب نجاح ـ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وهو لايملك فنون التقنيات اليوم، في الإدارة،ولكنه إستطاع إدارة أمة كاملة؛ لأمتلاكه الأرادة، أن يلوم نفسه قبل أن يلوم عمّاله على أي خطأ يقع!
وهو القائل:[لو أن دابة عثرت في العراق، لسألني الله لِم لم تُصلح لها الطريق يا عمر؟!] هو في المدينة وهي دابة في العراق ولو تعثرت فهذه مسؤوليته قبل أن تكون مسؤولية عامله على العراق.
إن هزيمة الجيوش ما هي الا فشل القيادات التي تدير البلد، قبل أن تكون فشل الجنود في الميدان.
أن سوء شبكة الطرقات مثلاً: ليس المقاول والعمال؛لأنهم عمال محليون، بل فشل وزير المواصلات.
وأن سوء أحوال المستشفيات اليوم ليس الأطباء والعاملين في الصحة، بل فشل حكومي، قبل أن يكون فشل الأطباء والممرضين؛
لأنّ المؤسسات كيان متكامل والمدراء هرم مبني على الاتقان، وإنه لا يستقيم ذلك النجاح ما لم يستقم الهرم . ولا شك إننا في حاجة للمدير والقائد المؤسسئ.
علماً أن القائد والإداري الناجح يتمتع بصفات الحكمة والذكاء والأخلاق التي تمكنه من الوصول الى شعور حيوي مع من يدير، والعدل والحنكة السياسيه.
نعم نحن في حاجة للحاكم المهتم بالإنسان الذي هو أصل الثروة وروح التطور،
وهذا كُل متكامل ونسيج مترابط، لايمكن تركه، بين إدارة الموارد ، والقائد المهتم بالإدارة التي تدير البلاد، وتقودها الى بر الامآن!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
شركة مكافحة صراصير دبي. انواع جهاز البصمة, جهاز بصمة حضور وانصراف.