هل يكون ”رشاد العليمي” ”لنكولن” اليمن؟
بقلم/عادل الشجاع:
أبراهام لنكولن هو أحد رؤساء أمريكا ، أعاد توحيد البلاد التي قسمتها الحرب ، وقد تم اختياره بوصفه شخصية ضعيفة ، اعتقدت مراكز القوى أنها تستطيع السيطرة على القرار من خلاله ، وتستطيع مد الحرب الأهلية الأمريكية إلى أمد طويل ، لكنه خيب ظن هؤلاء واستطاع أن يعيد توحيد البلاد وينهي تاريخا أسودا من العبودية معلنا عن نهاية حرب أهلية طاحنة .
وجه الشبه بين العليمي ولنكولن تكاد تكون متطابقة ، فكلاهما محاط بمراكز قوى تتعارض مصالحها مع المصلحة الوطنية ، إضافة إلى التفكك والانهيار الذي كانت تعيشه أمريكا وتعيشه اليمن حاليا ، فالعليمي تعاني بلاده من مشروع انفصالي ولنكولن كانت قد انفصلت إحدى عشر ولاية وأعلنت تكوين دولة مستقلة ، لكنه استطاع أن يعيد الولايات المنفصلة إلى الحكم المركزي وحافظ على وحدة البلاد وألغى العبودية .
لقد أدرك لنكولن أنه محاط بأطراف مؤثرة وأنه لن يستطيع أن يفعل شيئا إلا بما يحقق مصالح هذه الأطراف وأنه لكي يحيط نفسه بالقبول الشعبي فلابد من إنجاز السلطة ولابد من نزاهة رجالاتها ، وهذا ما هو مطلوب من الرئيس رشاد ، فاليمنيون ينتظرون إنجازا يبرر ما حدث مالم فالنتيجة ستكون وخيمة ومدمرة .
وكل ما يحتاجه رشاد العليمي ، هو جعل المليشيات تعمل في إطار الدولة وليست الدولة في إطار المليشيات ، فقد تابع الجميع حجم الاختلالات الأمنية والأعمال الإرهابية التي ضربت عدن في الأسابيع الماضية والتي استهدفت قيادات عسكرية كان أبرزها اللواء جواس واللواء صالح علي حسن ، إضافة إلى اختطاف العميد عبده البحيري رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية محور تعز ، كل هذا يجعل العليمي يصر على تنفيذ الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض وتصبح السعودية والإمارات ملزمتان بتنفيذه كونهما مسؤلتان عن استقرار الشرعية في اليمن ، فقد كانوا يتحججون بضعف الشرعية من قبل ، فما هي حجتهم اليوم ؟
أخلص إلى القول بأن رشاد العليمي يمكنه أن يكون لنكولن اليمن ، ولكن لا نريد له النهاية التي انتهى إليها لنكولن ، وهذا يحتم عليه أن يشدد في مسألة الأمن وكذلك في اختيار الرجال المناسبين الذين يبني بهم الوطن وليس السلطة ، وكان الله في عونه فالجميع اليوم يبحثون عن سلطة ولا يبحثون عن وطن وحجم المطالب كبير وعليه أن يقول لا فالحاكم الذي لا يقول لا ولا يزعل أحدا لن يستطيع أن يحكم أحدا .