<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
مقالات

طريق الضالع يفتح بدواعٍ إنسانية بينما تبقى عقبة ثرة رهينة التخوين والاتهامات اسامه محمد

عدن توداي (اسامه محمد)

بالأمس، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي ومن يمثله عن فتح طريق الضالع، مبررين ذلك بـ”الدواعي الإنسانية، وكأن الإنسانية قرار انتقائي يمنح ويمنع بحسب الهوى والموقع الجغرافي.

رحب البعض بالخطوة وآمن آخرون بأنها بداية لتحسين الأوضاع لكن سرعان ما اصطدمت هذه “الإنسانية” بحائط الواقع المر عندما. طالب ابناء ابين فتح طريق عقبة ثرة.

فـ أبناء أبين لم يطلبوا المستحيل بل نادوا بفتح طريق عقبة ثره لكونة هو شريان الحياة، الذي يربط بين الجنوب والمحافظات الأخرى، ويسهل تنقل المواطنين، ويختصر ساعات المعاناة في طرق وعرة وخطيرة. غير أن الرد لم يكن بلسان الحكمة أو بمنطق الدولة، بل جاء بلغة التخوين والاتهام! قيل إن فتح الطريق يهدد أمن الجنوب، وإنه يسهل تسلل الحوثي، وكأن أبناء أبين تخلوا عن أرضهم وتاريخهم وصمودهم الطويل، وأصبحوا فجأة في نظر البعض خطراً يجب الحذر منه

أليس من الغريب أن تفتح طريق الضالع باسم “الإنسانية”، بينما تغلق عقبة ثرة باسم “الأمن”؟ أليست أبين جزءًا من هذا الجنوب؟ أليس لأهلها الحق في العيش بحرية وكرامة؟ أم أن الإنسانية في نظر البعض لا تشمل الجميع؟ هل أصبحت معايير الوطنية تقاس بالولاء السياسي، لا بالتضحيات والدماء التي روت الأرض منذ سنوات الحرب؟

ثم عن أي إنسانية يتحدثون؟ أبناء أبين هم الإنسانیة بذاتها، هم من ذكرهم الله في كتابه، وجاء في الحديث: “يخرج من عدن أبين قوم ينصرون الله ورسوله، هم خير من على وجه الأرض”. هؤلاء هم حملة الرسالة، أهل الوفاء والبطولة، جند الحق والنصرة. الإنسانية لا تمنح لهم بل هم من يمنحونها وهم من سيقفون حيث يتخاذل المتاجرون بالشعارات.

فلسنا دعاة فتنة، ولا نبحث عن المواجهة، بل نطالب بالعدالة والمساواة. نطالب بإنهاء سياسة الكيل بمكيالين، والاعتراف أن أبناء أبين جزء لا يتجزأ من نسيج الجنوب، لهم ما لغيرهم، وعليهم ما على غيرهم.

افتحوا عقبة ثرة كما فتحت طرق يافع والضالع دعوا الإنسانية تشمل الجميع فهي لا تنتمي لطرف دون آخر، بل تسكن في أرض أبين وتنبض في قلوب رجالها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار