الشيخ محمد عوض البسيري : حضرموت بين الاستقرار النسبي والتهميش… واقع معقد يعيق التنمية ويغذي المطالب بالتمكين المحلي

حضرموت /عدن توداي /خاص
تعيش محافظة حضرموت، كبرى محافظات اليمن من حيث المساحة، واقعاً متشابكاً يتأرجح بين مناطق تشهد قدراً من الاستقرار، وأخرى تعاني من انفلات أمني وتهميش متواصل. فرغم ما تملكه المحافظة من موارد طبيعية هائلة كالنفظ والغاز والثروة السمكية، إلا أن الخدمات الأساسية تشهد تدهوراً ملحوظاً، وسط غياب واضح للتنمية المستدامة.
في الساحل، وتحديداً في مدينة المكلا، تبدو الأوضاع الأمنية والإدارية مستقرة نسبياً، إلا أن هذا الاستقرار لم ينعكس بشكل ملموس على حياة السكان، الذين يواجهون أزمات متكررة في الكهرباء والمياه، إلى جانب ارتفاع أسعار السلع الأساسية، ما يجعل المعيشة اليومية أكثر صعوبة.
أما في وادي حضرموت، فلا تزال التحديات الأمنية تمثل هاجساً مستمراً، وسط تزايد في معدلات الجريمة وغياب المعالجات الفاعلة للاختلالات، ما ينعكس سلباً على حياة المواطنين ويعطّل جهود الاستثمار والنمو الاقتصادي في المنطقة.
سياسياً، تقف حضرموت وسط تجاذبات داخلية وخارجية متصاعدة، في ظل دعوات متنامية لتمكين أبنائها من إدارة شؤون محافظتهم بعيداً عن التدخلات المركزية. ويترافق ذلك مع تنامي دور المكونات المدنية والمجتمعية التي تطالب بالمشاركة الفاعلة في رسم مستقبل حضرموت وتحديد أولوياتها التنموية والإدارية.
ورغم هذا الواقع المليء بالتحديات، تظل حضرموت رقماً صعباً في المعادلة اليمنية، نظراً لموقعها الاستراتيجي ومواردها الحيوية، ما يجعلها عنصراً حاسماً في أي تسوية سياسية قادمة على مستوى البلاد.