<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
ساحة حرة

انتصار غزة المزيف

بقلم علي عبدالإله سلام

الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل يثير جدلاً واسعًا بالنظر إلى أبعاده الإنسانية، السياسية، والعسكرية. يمكن تحليل الاتفاق من زوايا متعددة:

1- إنهاء الحرب وإنقاذ الأرواح:
الاتفاق يوقف نزيف الدماء والمعاناة المستمرة لدى المدنيين في غزة. يتيح إعادة بناء البنية التحتية المدمرة وإغاثة السكان.

2- تبادل الأسرى والرهائن:

تأمين الإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل رهائن إسرائيليين.

3- المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار:

دخول المساعدات يخفف من الكارثة الإنسانية في غزة مما يعيد الأمل للسكان الذين يعانون من آثار الحرب.

4- دور الوساطة الدولية:
الاتفاق يعكس أهمية الوساطة القطرية والمصرية، ما يعزز أدوارهم في الساحة الإقليمية وهذا يُظهر قدرة المجتمع الدولي على لعب دور في تخفيف التوترات. والدبلوماسية العربية التي أبت التهجير للغزاويين

5- الدبلوماسية العربية
كان جانب إيجابي للحصار التي أقامته جمهورية مصر العربية من معبر رفح والمقصد الذي عرفناه مؤخرا بدرجة رئيسية هو رفض التهجير ورفض أموال كثيرة مقابل استغلال الحرب وهذه الخطوة تحسب لمصر لا عليها كما أنها بقيادة السيسي جنب بلاده ويلات الحرب القذرة.

أما على مستوى دول لخليج فإنها قدمت مالم تقدمه إيران من مساعدات إنسانية خلال فترة الحرب كما أننا على موعد إعادة الأعمار وهي مغامرة ليس لهم علاقة مباشرة منذٌ بداية هذه الحرب ففي تصوري هذه الحرب بدأت وإنتهت بلا أهداف!

6- دور إيران
ظلت إيران تستعد أربعون عاماً لهذه الحرب ولما إنطلقت الحرب ردت ليس حبًا في فلسطين ولكن دفاعًا عن اتباعها وأصحابها.

فالمتابع حاولت إيران دعم حزب الله و جماعة الحوثي في إسناد حماس ولكن إنتهى هذا الأسناد في تدمير ما تبقى من الحركتين وأتت على زوال هذه الجماعتين وهذا يؤكد للجميع أن الحضن العربي هو الأقرب والأرحم.

التحديات والانتقادات:

1- عدم معالجة جذور الصراع:
الاتفاق مؤقت ولا يعالج الأسباب الجذرية للصراع، مثل الاحتلال، الحصار، وقضية اللاجئين فهذا الاتفاق يبقى هشًا ويمكن أن يتفجر الصراع من جديد.

2- شروط إدارة غزة:
تظل إدارة غزة نقطة خلاف، حيث ترفض إسرائيل مشاركة حماس في إعادة الإعمار أو إدارة القطاع أو أن تكون حماس بدون إيران لتسقط ثالث منطقة يتحكم فيها محور المقاومة ممثلة بإيران .

وبإعتقادي هذا قد يؤدي إلى صراعات داخلية فلسطينية أو استمرار الضغوط على حماس والتي إنتهت تماما كممثلة لقطاع غزة.

3- الانتشاء الحمساوي

كل إعلام التابعة لمحور المقاومة يذكرني بأحداث كثيرة أولها حرب النكسة ٦٧ دمرت ٤٠٠ طائرة حربية سورية بضربة في مطارات حربية عدة واحتلت إسرائيل أراضي فلسطينية جديدة، قدرت تقريبا بثلاثة أضعاف ما احتلته في حرب 1948.

خرج الإعلام السوري في خطاب شهير على لسان وزير إعلام يعلن النصر المقدس ضد إسرائيل وأطلق جملته الشهيرة

خسرنا في جولة الحرب الأولى من الحرب ولكن الحرب صولات وجولات..حاولت إسرائيل في هدم النظام القومي التقدمي وهذا الذي استطعنا أن نحافظ عليه.

كما خرج عبدالناصر وقال: النهارده وضعنا مبادئ من أجلنا.. من أجل مصر، ووضعنا مبادئ بنادى بها فى السياسة العالمية وفى السياسة الدولية؛ من أجل حرية الإنسان، ومن أجل رفاهية الإنسان.. لازم نجد الفرصة لننشر هذه المبادئ.

هذه الخطابات تكررت اليوم وخرج أبو عبيدة ينشد النصر الالهي بينما لم يعد لإسرائيل أن تدمر شيئًا وتهدم منزلًا وتشرد إنسانا في محيط غزة.. ويخرج المبتذلين يتحدثوا عن نصر غزة؟ نصر إنتهاء المعاناة في حكم حماس الإيرانية ..نصر التفرغ لدفن من ماتوا بسبب هذه الغوغاء التي تصدرتها حماس بغرض تدمير ما تبقى من أرض يعيش فيه الغزاويين بسلامة.

هذه الواقعية من أردئ الأساليب التي يستخدمها المنهزمين هروبا عن أي مسؤولية يتحملها وهذا ما يحدث في غزة اليوم.. ذهب البعض لإعلان النصر بينما ٦٠ الف لاقوا حتفهم بقصد (ربحوا البيعة) وعيش رغيد وصبرا جميل بينما الواقع أن غزة لم تعد في حياة العيش إلا في آلة الإعلام الإيرانية ومن وافقهم.

4- التنازلات المحتملة:

قد يرى البعض أن إطلاق رهائن دون مكاسب سياسية كبيرة قد يُعتبر تنازلًا كبيرًا لكن لن تكون إسرائيل مكتوفة الايدي مما قد تستغل الهدنة لتعزيز سيطرتها على الأرض وفرض شروط جديدة.

5- الوضع الإنساني طويل الأمد:
رغم فتح المساعدات، تبقى المخاوف من عدم تحقيق تحسين حقيقي وطويل الأمد في حياة سكان غزة.

الرؤية المستقبلية:
الاتفاق قد يمثل فرصة لإعادة النظر في مسار الصراع إذا تم استثماره بشكل صحيح من جميع الأطراف.

مع ذلك، فإن غياب خطة شاملة ودائمة يجعل الاتفاق مجرد مرحلة مؤقتة، قد تنتهي بعودة العنف إذا لم تُتخذ خطوات لمعالجة القضايا الأساسية.
الخلاصة: الاتفاق خطوة مهمة لإنهاء المعاناة الإنسانية، لكنه يظل محدودًا في تحقيق حل دائم وشامل. يعتمد نجاحه على الالتزام بتنفيذه وعلى اتخاذ خطوات إضافية لإيجاد حل سياسي حقيقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار