بين تحقيق الأمل وتنفيذ الهدف أمور مشتبهات
الشيخ مبارك سالم باشحري
لقد صدق الشاعر العربي حين قال ومانيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
ولإن من الشعر لحكمة فلعل الشاعر يعني بالدنيا الحكم والتدولة وهو مطابق للنص القرآني الخالد بقوله سبحانه ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء إلي آخر الآية صدق الله العلي العظيم)
لذا بقدر أن تجسدت جهود المطالبين بحكم ذاتي لحضرموت علي أرض الواقع بواقعة التعدي عليهم وبقدر أيضا تدخل مجلس القيادة الرئاسي بإصدار بيانه معبرا عن رؤيته في الحل لإستعادة الويئام بينهم وبين حلف قبائل حضرموت والمؤتمر الجامع
لكن الرؤية لاتعد قبولا بالحكم الذاتي وهو المطلب وإنما تعويض عنه والفارق واضح بين التعويض والمعوض عنه
لكن الإحتكام لإغلبية رموز ومكونات حضرموت أن تقبل بتحقيق المطلب أو التعويض عنه هو الفيصل والمرجعية لكون المطالب مجتمعية ولاتحمل الصفة الفردية أو الفيئوية لكنها بكل تأكيد وقطع بات تحدد مواصفات الشخصية الجمعية للحضارمة ليس إلا
وعودة ثانية للشعر العربي أيضا مماقاله أبوفراس الحمداني يعد بمثابة حفظ لجهود وعمل الطامحين سيسجل لهم في سفر التأريخ وهو سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
وفي أسفار التأريخ حوادث جم ومواقف متباينة تعبر عن تعدد الأمزجة ومرجعية ثقافات موروثة تحد من طموح الطامح وتقلل من أهمية المطلب من منظور جمعي والكل مصيب ومعذور أيضا سيما إذا ظل في حدود قدراته المتنوعة الخارجة عن ذاته كأدوات بتعاظمها تتغير مواقف المتباينين له عن ذي قبل في وضعه المادي السابق وأخيرا نختم مقالنا هذا ببيت شعري أيضا إذاقالت حذام فصدقوها فإن القول ماقالت حذام.
وعلي فكرة هذا البيت الشعري من الشواهد النحوية كون حذام أحد الأسماء المبنية علي الكسر في كل الأحوال رفعا ونصبا وجرا ليس إلا والله من وراء القصد