مركز الفيوش قلعة العلم والإيمان في زمن الفتن.. كتب /أسعد اليوسفي
عدن توداي
اسعد اليوسفي
في وقتٍ كثرت فيه الفتن، وتعددت مصادر الضياع، واشتدت حاجة الأمة إلى مناراتٍ تهدي السائرين، اصبح مركز الفيوش العلمي أحد تلك المنارات الساطعة، التي جمعت بين نور العلم وصوت الحكمة، وبين بناء الإنسان وترسيخ قيم الإيمان.
مركز الفيوش، هذا الصرح الشامخ، لم يكن مجرد بناءٍ حجري، بل كان قلعةً للعقول والقلوب، احتضنت طلاب العلم من مختلف الأرجاء، وصقلت أرواحهم بالعلم الشرعي النقي المستمد من كتاب الله وسنة رسوله الكريم.
لقد أُسس هذا المركز على يد العلامة الفاضل عبدالرحمن العدني – رحمه الله – الرجل الذي وهب حياته لنشر العلم وإصلاح المجتمع. كان يحمل رؤيةً واضحة، ويسعى لترسيخ معاني الاعتدال والوسطيه في زمن كاد الغلو والتطرف أن يفتك بالأمة. كان رحمه الله مثالاً للعالم العامل، الذي لا يكتفي بالكلام، بل يجسد معاني الإخلاص في أفعاله وأعماله.
مركز الفيوش لم يكن مجرد مكانٍ لتلقي العلوم، بل مدرسةً تربويةً عظيمة، خرّجت أجيالاً من العلماء والدعاة الذين حملوا رسالة العلم والإصلاح إلى مجتمعاتهم. كان الحصن الحصين الذي تحصن فيه طلاب العلم من شبهات العصر وشهواته، فخرجوا منه بعقولٍ نقية وقلوبٍ سليمة.
وفي زمنٍ تتساقط فيه القيم وتضيع فيه البوصلة الأخلاقية، ظل مركز الفيوش شامخاً كالنخلة الباسقة، يُثمر كل حين، ويمنح الخير لكل من يلجأ إليه. لقد حافظ هذا المركز على دوره التنويري والتربوي رغم كل التحديات، وظل ملاذاً لمن يريد العلم الصحيح والمنهج السوي.
ندعو الله أن يجزي مؤسس هذا الصرح، العلامة عبدالرحمن العدني، خير الجزاء، وان يرحمه ويتجاوز عنه وأن يبارك في كل من ساهم في استمرار هذا المركز العظيم. كما ندعو الجميع إلى استلهام العبرة من هذا النموذج الفريد، والعمل على دعم المؤسسات التي تسعى لبناء العقول ونشر الخير في مجتمعاتنا.
مركز الفيوش سيبقى بإذن الله منارةً شامخة في زمن الأزمات، وصوتاً للحق والاعتدال في زمن الفتن.”