خسارة لا تُعوّض : وداعًا لرمز الكفاح والإصلاح .. الشيخ بارحيم البشبشي

عدن توداي
كتب/ العميد الركن : شرف محمد محسن البشبشي

في يومٍ حزينٍ حمل الحزن والأسى إلى قلوب أبناء منطقة الهجرة، مديرية المضاربة والعارة بمحافظة لحج ، فُجعت المنطقة برحيل أحد أعلامها البارزين، الشيخ :بارحيم حبسه أحمدطه البشبشي، الذي وافته المنيّة إثر ذبحة صدرية مفاجئة، تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا من النضال، الحكمة، والإصلاح.

لقد مثّلت وفاته صدمةً كبيرةً لأهالي المنطقة، حيث كان الشيخ بارحيم شخصيةً استثنائيةً جمعت بين شجاعة المناضل ورؤية القائد، وبين عطاء المصلح وتواضع الإنسان، كان رجلًا حمل على عاتقه هموم وطنه وأبناء منطقته، مقدّمًا نموذجًا يُحتذى به في الإخلاص والتفاني.

عُرف الشيخ بارحيم كأحد رموز الكفاح الوطني ضد الاستعمار البريطاني، حيث كان من أوائل من أدركوا أهمية مقاومة الاحتلال والدفاع عن الأرض والكرامة، لم يكن مجرد مناضل في ساحات المعارك، بل كان أيضًا قائدًا فكريًا واجتماعيًا، عمل على توعية أبناء منطقته بأهمية النضال من أجل الحرية والاستقلال.

لقد كان له دورٌ بارزٌ في معارك التحرر، حيث كرّس حياته لخدمة قضيته الوطنية، وكان شعلةً من الحماس والإلهام للأجيال التي عاصرته ؛ لم يتوقف عطاؤه عند حدود الكفاح المسلح، بل امتد إلى بناء مجتمع متماسك قائم على قيم الوحدة والتكاتف.

إلى جانب نضاله الوطني، كان الشيخ بارحيم شخصيةً اجتماعيةً محوريةً في مديرية المضاربة والعارة، عُرف بسعيه الدائم للإصلاح بين الناس، وحل النزاعات، وتهدئة الخلافات، مما جعله محبوبًا ومقدّرًا من جميع الأطراف.

كان يمتاز بحكمته وصبره، ويُعرف عنه أنه كان يُنصت بعناية لكل من يلجأ إليه، ويعمل على إيجاد حلول عادلة تعزز من وحدة المجتمع.

لقد كان صوته صوت العقل والحكمة، ورؤيته دائمًا ما كانت تتجاوز المصالح الشخصية إلى مصلحة الجماعة والمجتمع بأسره.

برحيل الشيخ بارحيم حبسه أحمدطه البشبشي، فقدت منطقة الهجرة واحدًا من أعمدتها الراسخة، ورمزًا من رموز النضال والتضحية. إن غيابه ترك فراغًا كبيرًا في قلوب أبناء المنطقة الذين لطالما وجدوا فيه الملاذ الآمن والمرشد الحكيم.

إن إرثه من العمل الوطني والاجتماعي سيظل شاهدًا على عظمة شخصيته ونبل أخلاقه، كان مثالًا للمسؤول الذي لا يدخر جهدًا في خدمة وطنه وأبناء منطقته.

في ختام هذه اللحظة المؤلمة، لا يسعنا إلا أن نبتهل إلى الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين.

“إنّا لله وإنّا إليه راجعون”، ستظل ذكرى الشيخ بارحيم حاضرةً في كل قلب عرفه، وستبقى سيرته ملهمةً للأجيال القادمة التي ستتعلم من إرادته وصلابته، ومن قيمه ومبادئه التي جعلت منه رمزًا خالدًا في ذاكرة المنطقة والوطن.

وداعًا أيها الشيخ العظيم، ستبقى ذكراك أبدية في قلوب محبيك، وستظل إنجازاتك منارةً يهتدي بها من يسيرون على درب العطاء والنضال.

الأسيف :
العميد الركن : شرف محمد محسن البشبشي مدير مكتب مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن محمود أحمد سالم الصبيحي