<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
مقالات

المرأة بين عدل الإسلام وظلم الحضارة الغربية

عدن توداي:

بقلم: الدكتور فوزي النخعي

تزاماً مع الدعوات التي تدعو إلى عدم ممارسة العنف ضد المرأة، واعطائها حقوقها كاملة،
لطالما كانت قضية المرأة محور اهتمام الشعوب والمجتمعات عبر العصور، فقد اختلفت الثقافات والنظم الاجتماعية في نظرتها لدورها ومكانتها، وبينما ينادي البعض بالمساواة والتحرر، نجد أن الإسلام قد وضع إطارًا متوازنًا يحفظ كرامة المرأة، ويضمن لها حقوقها كاملة دون إفراط أو تفريط.

ومع بزوغ عصر النهضة والصناعات في الغرب، بدأ الحديث عن حقوق المرأة بمفهوم جديد، ولكنه كان في كثير من الأحيان واجهة تخفي استغلالًا عميقًا، فبينما أُعطيت المرأة حق العمل والتعليم، كانت تُستغل اقتصاديًا واجتماعيًا، حيث استخدمت كأداة لتحقيق مصالح مادية وتجارية، في سوق العمل، غالبًا ما تواجه المرأة ظروفًا صعبة، مع فجوة واضحة في الأجور وفرص الترقية مقارنة بالرجل، وكما استُغلت صورتها في الإعلام والإعلانات لترويج المنتجات، مما جعل جسدها أداة للربح، بعيدًا عن احترام كينونتها وإنسانيتها،
ورغم الشعارات البراقة عن الحرية، تجد المرأة الغربية محاصرة بتوقعات اجتماعية وضغوط نفسية تتطلب منها تحقيق الكمال في جميع المجالات، العمل، والجمال، والأسرة.

أما المرأة في الإسلام،
فهي على النقيض مما هي عليه عند الغرب، فلقد أعطى الإسلام للمرأة مكانة رفيعة وحقوقًا متكاملة، وأقر بمساواتها مع الرجل في الكرامة الإنسانية والمسؤوليات الروحية، في كثير من آيات القرآن الكريم، لقد منح الإسلام المرأة حقوقًا لم تكن معروفة في أي ثقافة سابقة، كحق التملك والإرث والتعليم، كما كفل لها الحماية الاجتماعية عبر نظام متوازن يضمن احترامها كامرأة، وزوجة، وأم.

وفي العلاقات الأسرية، أمر الإسلام بالعدل والرحمة، فالرجل ملزم بتوفير الحماية والرعاية، بينما المرأة تُعامل كشريك متساوٍ في الحقوق والواجبات، بعيدًا عن الاستغلال أو التمييز.

بينما يتغنى الغرب بالمساواة، تظهر العديد من التقارير والإحصاءات تفشي العنف الأسري، والتحرش الحنسي، والتمييز في المجتمعات الغربية، وفي المقابل، يضمن الإسلام حماية المرأة ضمن إطار أسري متكامل يقدّر دورها كجزء أساسي من بناء المجتمع.

إن الإسلام لا ينظر للمرأة كوسيلة أو كسلعة، بل يراها ككيان مستقل ذو كرامة، ولها رسالة سامية في الحياة.

وختاماً المرأة، سواء في الشرق أو الغرب، تحتاج إلى رؤية متوازنة تعترف بحقوقها وتوفر لها الكرامة والعدالة، وفي الوقت الذي يرفع فيه الغرب شعارات الحقوق، يظل الإسلام النموذج الحقيقي الذي وضع المرأة في مكانتها الصحيحة دون مغالاة أو تقصير، وإن عدل الإسلام ليس مجرد مبادئ نظرية، بل هو واقع عاشته المرأة المسلمة منذ أربعة عشر قرنًا، وهو ما يجب أن يكون مصدر فخر لكل من يبحث عن العدالة الحقيقية، وإياكِ أيتها المرأة المسلمة ان تنخدعي بتلك الشعارات التي تدعي حريتك، وعدم ممارسة العنف ضدك، وسلبك حقوقك، انتي لا أرى المرأة بأنها نصف المجتمع، بل هي المجتمع لحد ذاته، وهي كل المجتمع، وهي مصدر الألهام للرجل، وهي شقيقة الرجل جنباً لجنب في كل مراحل الحياة.

ودمتم سالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار