عدن تصفر خالية من المسؤولين والناس يصرخون بلا مرتبات ولاخدمات ولا ابسط مقومات الحياة

(عدن توداي)

كتب / علي منصور مقراط

لأول مرة في التاريخ المعاصر يترك مسؤولين عاصمتهم ويغادرونها إلى دول اخرى ، ذهبت قبل يومين إلى معاشيق أو بالاصح حقات المتأخم للقصر ، استوقفني جنود لواء القوات الخاصة التابعين للواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني قرابة نصف ساعة عبثاً رغم ان معي اذن للدخول لحضور ورشة عمل ، سألتهم على ايش هذا التوقيف الغير مبرر كل هذا الوقت مافيش مسؤول داخل معاشيق تخافون عليه مجرد مباني خاوية. اجابوا بحماقة وزعل هذه اجراءات قانونية .. رثيت للجنود الذي لايشعرون بحال شعبهم المنهك من الجوع وواقفين يحمون قصور خاوية خالية من البشر وان تواجدوا مجرد اصنام . ذلك الجندي وقف بثبات ينخط فوق اشرف الناس المحترمين لانه مازال يستلم ألف ربال سعودي مؤقتاً ولو توقف سيكفر بواجباته والمسؤولين والقانون الذي يدعي حمايته وتنفيذه والأف السعودي أنساه أن رفاق له عسكريين لهم شهرين لم يستلون راتبهم البخس والذي لا يتجاوز ١٠٠ريال سعودي وزاد هذه المرة معهم الموظفين المدنيين

داخل معاشيق لايوجد فيها غير مسؤول عدني وحيد محترم هو الاستاذ اقبال باقادر نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية والصحيح مدير مكتب رئاسة الجمهورية لأن المدير د. يحيى الشعيبي خارج البلاد منذ أكثر من نصف سنة فقط اقبال باقادر الاداري المخضرم والعقلية العدنية الانضباطية وصاحب الأخلاق والبساطة المتشبع بالروح المدنية متواجد في عمله دون كلل أو ملل وقد يحارب لهذا السلوك الحضاري الراقي في زمن المجانين النهابين والعابثين بالحياة
عدن ياحضرات القراء عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا والعاصمة المؤقتة لحكومة الشرعية باتت خالية من اي مسؤول محافظها لملس في موطن الاغتراب لانبخس بعض الوزراء الذين يصمدون ويواجهون التحديات وغضب الشارع منهم وزير الدفاع الفريق محسن الداعري الذي للاسف سافر هذه المرة والى اللواء إبراهيم حيدان وزير الداخلية المتواجد في عدن يعمل بصمت ووزير المالية بن بريك واخرين .
معنا ثمانية رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي لايتواجد منهم عضو في عدن. اللواء عيدروس الزبيدي الذي وضع نفسه أمام الشعب في الجنوب رئيس المجلس الانتقالي خارج الوطن منذ اشهر طويلة تاركا الكثيري لاحول له ولا قوة ولا قرار . ابو زرعه الذي بث مؤخرأ قليل من الأمل بإستلامه الملف الأمني افل نجمه تدريجيا وخارج البلاد .
اتذكر وانا شابا في زمن دولة الجنوب السابقة لايمكن يغادر الرئيس الخالد سالمين أو طيب الذكر الرئيس علي ناصر أو عبدالفتاح ومطيع والعطاس وانيس حسن يحيى وعلي عنتر وصالح مصلح أو البيض او عبدالعزيز الدالي أو سالم صالح والسييلي وعلي شائع وقبلهم قحطان وفيصل عبداللطيف ومحمد علي هيثم وغيرهم البلاد لاسبوع واحد ويعود مع البعض يرى أننا تابعين للمنظومة الاشتراكية الاتحاد السوفيتي. لكن الثابت القرار الداخلي موجود ولا يستطيع السوفييت بجبروته ان يفرض على الجنوب أية املاءات أو وصاية خارج إرادة الدولة . اليوم اليوم مجرد اشارة سريعة لاي مسؤول من الرياض او ابو ظبي يسارع هذا المسؤول أو ذاك يحجز مع اول رحلة في اليمنية أو حتى مع أي باخرة فرقت بضائع أو اكباش .

هكذا صار الهوان ومسخت الكرامة والعزة والشرف والسيادة. سلام الله على طيبي الذكر احمد الميسري وأحمد عبيد بن دغر عندما قاموا وقالوا لا وضحوا بالسلطة والجاه والمال من أجل سيادة وطن وكرامة شعب مطحون ويعيشون اليوم احرار مثلما خرجوا من بطون أمهاتهم .

التحية كل التحية لهذا الشعب الصامد الصابر بدون مرتبات تحية للمناضلين الصادقين الشرفاء والعار لكل من باع شرفه وضميره وارتهن بارخص ثمن تاركا شعبه يتضور جوعا . وللحديث بقية حتى نلتقي وإياكم جمعتكم مباركة سلااااااااااام