كم أنت جميلة ياعدن.. بقلم /د. عوض احمد العلقمي
عدن توداي
بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
انطلقت كعادتي إلى شاطئ البحر اليوم ، فوجدت الشاطئ قد اكتسى ثوبا جديدا ، كحلي اللون ، مطرز بذرات ذهبية ، يشبه ذلك الكحل الجميل الذي يزين عيون الصبايا ، فتعجبت من ذلك الأمر ؛ إذ لم أجد أثرا لبشر أو لحيوان أو لطير ، وهنا أدركت أن البحر قد هاج باكرا ، وانطلق غاضبا ليمسح آثار الكلاب والغربان وغيرهم من البشر الذين لايختلفون عنهم في شيء …
مشيت مايزيد عن كيلومتر على الشاطئ ، ثم جلست على خشبة قارب عتيق قد أكل الدهر عليه وشرب ، كان الجو صحوا ، والشمس ساطعة ، فأحببت أن تهديني أشعة الشمس بعض الفيتامينات الضرورية ، نظرت إلى الأمام على سطح البحر ، وهو يتلألأ من ضوء الشمس ، حتى اصطدم بصري بشيء من أعالى السفن البعيدة ، عدت أنظر على يميني باتجاه الجنوب الغربي ، وإذا بجبال البريقة حزينة بائسة ، وقد خيم عليها الصمت ، وكأنها تشكو فراق ضجيج ماكنات المصافي ، وأجراس ساعات العمل ، عند ذلك صرفت النظر عنها حتى لا أشاركها الهم ، وأصاب بعدوى الحزن والألم ، حدقت بنظري نحو الجنوب الشرقي ، وإذا بجبل شمسان الشاهق لايخلو هو أيضا من البؤس ، وعلامات الإحباط واليأس ، وكأن حاله يقول : لماذا أنا وجدت هاهنا ، ياليتني اختفيت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ؛ إن وجودي في هذا المكان لم يمكني من أن أكون حارسا أمينا على هذه المدينة الجميلة ، بل أصبحت أمام خيارين لا ثالث لهما ؛ إما صامت عن قول كلمة الحق ، وأنا أرى تدمير هذه المدينة وتشويه معالمها الجميلة ، وإما شاهد زور ، سوف يلعنني – ذات يوم – التاريخ والأجيال …