<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
اخبار وتقارير

عدن… العودة لنقطة الصفر

عدن توداي/ اندبندنت عربية

بعد أكثر من نصف قرن على ظهورها الأول، تعود الدعوات العدنية القديمة المطالبة بالحكم الذاتي تارة، والاستقلال الكامل تارة أخرى، إلى الواجهة، ونجح نشطاء المجتمع العدني في تنظيم أنفسهم تحت إطار المجلس التشريعي العدني في خطوة لإحياء المجلس التشريعي القديم فترة الاحتلال البريطاني.

ساعد موقع وميناء مدينة عدن الاستراتيجي على طريق التجارة القديم على أن تكون المدينة ملتقى للتجارة العالمية بين قارات العالم القديم آسيا وأفريقيا وأوروبا، فجذبت إليها السكان من المناطق العربية المحيطة بها ومن شرق آسيا وأفريقيا، مما أدى إلى تجانس واختلاط قوميات وعرقيات متعددة فيها. وازدهرت المدينة سياسياً اقتصادياً وثقافياً في ظل السيطرة البريطانية عليها، لا سيما بعد الحرب العالمية الثانية.

تعدد المشاريع السياسية

بعد احتلال بريطاني لعدن دام 129 سنة كانت عدن والولايات التابعة لها (22 سلطنة وإمارة بجنوب اليمن) عزمت على تحقيق استقلال الجنوب بالقيام بثورة أكتوبر (تشرين الأول) 1963 المسلحة لإخراج بريطانيا، وكان المشهد حينها معقداً لتعدد المشاريع السياسية بين القوى المحلية المناهضة للبريطانيين، فكان شعار “عدن للعدنيين” حاضراً بقوة في سنوات الستينيات.

وفي هذا السياق كان من ضمن الأطروحات ما تقدمت به الجمعية العدنية التي طالبت بحل مستقل لعدن عن بقية مناطق الجنوب، إذ رفع قادة الجمعية مشروع تحقيق الاستقلال لعدن في إطار رابطة الكومنولث البريطاني، وذلك إلى حين تنضج الظروف في بقية المناطق الأخرى التي تحتلها بريطانيا من الولايات البريطانية.

وكان هذا المشروع يحظى بتأييد كبير بين الطبقة الراقية والمثقفة من العدنيين، كما انتخب مجلس تشريعي خاص بعدن كأعلى سلطة تشريعية فيها، يتكون من ثمانية أعضاء يمثلون طوائف عدن، فكانت كل طائفة تنتخب ممثلها.

عدن تعارض الدمج

يذكر الكاتب الراحل عبده حسين الأهدل في كتابه الشهير “الاستقلال الضائع.. الملف المنسي لأحداث اليمن الجنوبية” أن شعب عدن بكل فئاته وأحزابه عارض مشروع بريطانيا في قيام دولة الاتحاد الفيدرالي (دمج عدن مع ولايات الجنوب العربي) على رغم أنه لا يملك حرية التصرف في منعه. ويضيف، “معارضة عدن لفكرة الاتحاد الفيدرالي وإشراك عدن فيه مبنية على أنه لا يمكن ضم مستعمرة عدن الواقعة تحت التاج البريطاني مع ولايات ترتبط بمعاهدات فقط مع بريطانيا، فالفارق الدستوري كبير وواضح بينهما، ولذا، ظهرت هذه المعارضة من شعب عدن، مما جعل بريطانيا تدرك أن الاستعجال في انضمام ولاية عدن في دولة الاتحاد في بداية تأسيسها، سيضطر بريطانيا إلى تعيين من يمثل عدن من العدنيين أنفسهم”.

“عدن للعدنيين” مرة أخرى

انتهى صراع فترة الستينيات بين القوى والأحزاب السياسية في جنوب اليمن، بجلاء البريطانيين عن عدن والمحميات الجنوبية، وانفراد الجبهة القومية بالسلطة، وولادة جمهورية جنوب اليمن الشعبية التي ضمت عدن وبقية مناطق جنوب اليمن ممن كانت تسمى الولايات. وبعد أكثر من نصف قرن من الزمان عادت الدعوات العدنية القديمة إلى الواجهة تتحدث عن مظلومية العدنيين.

بين حين وآخر يردد بعض شباب عدن شعار “عدن للعدنيين”، وهو الشعار القديم، الذي رفع أثناء احتلال بريطانيا لعدن وسلطات أقصى جنوب شبه الجزيرة العربية، إضافة إلى ظهور شعار آخر مستحدث، وهو (دولة عدن).

يقول الشاب هاني محمد، “نمارس بعض الأنشطة السلمية المطالبة بحقوقنا، لكن بحذر خوفاً من السلطات الأمنية”، مضيفاً “أهل عدن لديهم مظلومية لا حل لها إلا إعطاء عدن حكماً ذاتياً، فنحن نعاني من طرفي الصراع اليمني في الشمال والجنوب معاً، وأهل عدن في كل الصراعات السياسية هم الضحية، عدن هي من تدفع الثمن غالياً”.

على رغم السيطرة الكاملة لقوات المجلس الانتقالي على مدينة عدن منذ أغسطس (آب) 2019، لم تختفِ تلك الدعوات العدنية، وينظم نشطاء عدنيون أنشطة مجتمعية تطالب بالحفاظ على الهوية العدنية ذات الجذور التاريخية الموغلة في القدم، وسط حالة غضب من أعمال البسط التي طاولت المواقع الأثرية والحضارية في المدينة.

مجلس أبناء عدن

تمكن نشطاء المجتمع العدني من تنظيم أنفسهم تحت إطار المجلس التشريعي العدني في خطوة لأحياء المجلس التشريعي القديم فترة الاحتلال.

المصدر: اندبندنت عربية/ جمال شنيتر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار