<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
أخبار المحافظات

قراءة تحليلية لبيان مؤتمر حضرموت الجامع خطوات في الطريق الصحيح

 

 

سالم باحكم

احتضنت هضبة حضرموت الخميس 17 أكتوبر الجاري اجتماعا استثنائيا موسعا لقيادات مؤتمر حضرموت الجامع جاء في ظل الأحداث المتسارعة على الساحة الوطنية والحضرمية، على وجه الخصوص، وفي أوضاع متفاهمة وخطيرة في الجوانب الخدمية والمعيشية للمواطنين و مؤشراته الانهيار المخيف للعملة الوطنية، الأمر الذي ضاعف من معاناة السواد الاعظم من الشعب في حضرموت والوطن عامة الذين لا يجدون ما يسد ريقهم.

وأظهر البيان الختامي للاجتماع وحدةً في الموقف والمصير وتوافقًا جامعًا حول مطالب حضرموت وأهلها المعلنة من حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع ، في المقابل تبرم أعداء حضرموت واشطاط كمدًا من هذا الموقف الأصيل المحافظ على حضرموت و تمسك أهلها بمطالبهم المشروعة، والذي له عدة تأثيرات ايجابية، و مبشرة لصالح حضرموت الأرض والإنسان ، يمكن تلخيصها كما يلي:

1. صلابة الموقف وعدم التهاون في الحقوق :

جدد البيان الموقف الثابت والصريح من التجاهل والتطنيش الذي مارسه ويمارسه مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية، من حضرموت ومطالبها العادلة، بل تورطهما في صفقات فساد وابرام عقود نفطية جائرة لاستنزاف الثروات و استغلالها في غير محلها ودون أن يستفاد منها أهل الأرض، وفي ذلك الاستعداد لمواجهة السلطات المركزية النافذة والحكومة من خلال انتهاج نهج تصعيدي واسع بما يحقق تطلعات أبناء حضرموت والدفاع عنها ، في إشارة واضحة لعدم التهاون أو التفريط بحقوق حضرموت وأهلها مهما كلف الأمر من تضحيات.

2. كشف مؤامرات التأمر :

أكد البيان على “أن حضرموت للجميع” و مؤتمر حضرموت الجامع هو المعبر عن تطلعات كافة أبناء حضرموت وفقا لمخرجاته التي هي محل الاجماع الحضرمي، وهذا يكفي ان يخرص كل أبواق الفتنة والانقسام الممولة والمدفوع الثمن من القوى المعادية لحضرموت الأرض والانسان، وهي قوى معروفة رافضة بان يكون لحضرموت مكانة وقرار ومستقبل مفعم بالكرامة والحياة الآمنة للحضارم ، و وجدت هذه القوى في بعض ضعاف النفوس والشراذم منفذًا للتسلسل لخلق انقسامات في جسد المجتمع الحضرمي المتماسك اجتماعيًا.

3. الحفاظ على ثروات حضرموت :

شدد البيان من مغبة السير في تنفيذ وتوقيع عقود بيع احتياطيات النفط والغاز التي في باطن الأرض لشركات أجنبية، و العبث في الموارد المعدنية ومنها الذهب والرمال السوداء وغيرها من الموارد الطبيعية الأخرى، وفي ذلك إشارات واضحة لوقف النهب و جرائم العبث بثروات حضرموت و مخزونها النفطي والمعدني، ودعوة لتصحيح هذا الملف بما يتيح الاستغلال الأمثل لهذه الثروات واستثمارها بشكل أفضل بدلا من ان تذهب عائدات النفط والغاز لأرصدة المسؤولين النافذين والفاسدين، وسيوفر هذا التوجه فرصًا لجذب شركات عالمية للاستثمار في هذا القطاع الحيوي بما يعود بالخير لحضرموت والتنمية بشكل مباشر للوطن.

4. وقف التدخلات الإقليمية والدولية :

تحذير الجهات الإقليمية والدولية من “التدخلات” ومحاولة الانقلاب على الشراكة الثابتة بأطرافها الأساسية المعلن والمتعامل معها خلال الفترات الماضية، ينم عن موقف وطني صلب وحر، قاطع لكل أنواع الوصاية والتدخل في الشأن الداخلي ، و النكوث بمواثيق الشراكة الحقيقية بما لا ينتقص من حضرموت وأعطائها ما تستحقه من مكانة وحقوق سياسية واقتصادية، وقد سبق ذلك تحركات واتصالات من قيادات عليا في مؤتمر حضرموت الجامع مع أطرافًا أقليمية و دولية .

5. تعزيز الأمن والإستقرار :

إنهاء أي تصرف بمقدرات وثروات حضرموت و الحفاظ على مقومات قطاعات النفط والغاز المستخرجة أو التي لا تزال في باطن الأرض ، محفز على ايجاد ثقة واطمئنان لدى أهل الأرض الذين يرون بام أعينهم حجم جرائم النهب لثرواتهم وبالتالي ستجعلهم حماة الأرض والديار وقوة حقيقية لمساندة الأجهزة الرسمية في الدفاع وبسط الأمن والأمان في المنطقة وحفظ المنشاءات الاقتصادية.

6. توحيد الاصطفاف المجتمعي :

أشاد البيان الإشادة بصمود أبناء حضرموت والتفافهم حول حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع لتحقيق مطالب حضرموت المشروعة، وفي ذلك تأكيد بأن المرحلة تستوجب توحيد الشارع الحضرمي خلف مطالب الحلف، والمزيد من الاصطفاف والتماسك لمختلف أطياف المجتمع مع خطوات التصعيد لانتزاع حقوقهم بما يخدم المصالح العامة، ويوطد الإستقرار.

7. إيقاف الجرائم والاعتداء على مقدرات حضرموت

شدد البيان على الرفض القاطع لأي تصرف بمقدرات وثروات حضرموت في هذا الظرف الاستثنائي ، والتحذير من أي أعمال بيع أو تنازل أو تحويل ملكية تمت أو تتم أو سوف تتم خلال فترة الحرب سواء للكميات الموجودة في خزانات الضبة والمسيلة ، أو لأي من قطاعات النفط والغاز أو الكميات الموجودة من النفط والغاز سواء كانت تلك المستخرجة أو التي لا تزال في باطن الأرض ، واعتبار اي فعل من هذا القبيل جريمة واعتداء على مقدرات حضرموت وثروات أجيالها.

إن هذه التحذيرات سوف تؤدي إلى حماية مقدرات حضرموت و الاستفادة من مواردها الطبيعية.

8. زيادة الإهتمام الإقليمي والدولي:

لاشك أنه بعد أن شمر الحضارم عن سواعدهم في رفض الباطل وكل المظالم ونفضهم لغبار الوهن والاستكانة، حظيت حضرموت بإهتمام إقليمي ودولي متزايد ، و برزت قضية حضرموت بشكل كبير، وهو الأمر الذي سيسهم في إيجاد حلول تنفيذية للمطالب المشروعة لحضرموت وأهلها، وإعادة المنظمات والمؤسسات الدولية النظر لانشطتها المختلفة ومن بينها تقديم الدعم الإنساني الذي تحرم منه حضرموت التي تقع الكثير من مناطقها تحت خط الفقر.

الخلاصة:

أخيرَا يرى مراقبون، أن المواقف الثابتة لمؤتمر حضرموت الجامع ودعمه ومساندته كافة إجراءات حلف قبائل حضرموت وكل خطواته التصعيدية تأتي في الطريق الصحيح الذي سيعيد الاعتبار لحضرموت وعدم أغفالها والاستمراء في جعلها تابعة ، و بالتالي اعتبارها طرف مستقل في المعادلة السياسية القادمة في البلاد مما يجعل لها دور مؤثر على الإستقرار العام في المنطقة ومستقبلها السياسي والاقتصادي، وقطع الطريق على الأطراف المعادية من السيطرة مجددًا على حضرموت واستلاب قرارها ونهب ثرواتها.

لهذا فإن حضرموت ستمضي بكل ثبات وصلابة نحو تحقيق مشروعها المستقبلي المتوافق عليه في مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع التي حظيت إجماع حضرمي لا مثيل له و يؤكد أن للحضارم قوة والإرادة في الوصول إلى كل تطلعاتهم المشروعة الذي يحقق لهم حياة كريمة ومستقبل أفضل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار