لقد جاهدت حتى آخر رمق يا أبا إبراهيم.. بقلم /د. عوض احمد العلقمي
(عدن توداي )
بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
لقد شهد لك الأعداء وليس الأصدقاء ؛ إذ أشار إلى شجاعتك المحققون الصهاينة يوم كنت لديهم في المعتقل ، حين قالوا إنهم كانوا يخافونك ويرتعبون من النظر إليك وهم يحققون معك ، وأنت مكبل اليدين والرجلين . وعندما سمعوا إعلامهم يكذب عليهم ، وعلى الغرب الصليبي الصهيوني ، وعلى المنبطحين من أنظمة العرب والمسلمين وبعض شعوبها ؛ إذ يقول إعلام ذلك الجيش المرتعش : إن يحيى السنوار تارة يحتمي بالأسرى ، وأخرى يكون في زي امرأة ، وثالثة يكون في أعماق الأنفاق ، وذلك ما حماه من نيران جيشكم الصهيوني العظيم ، الأمر الذي جعل أولئك المحققين الصهاينة يسخرون من ذلك الإعلام الكاذب ويردون عليه بالقول : إن يحيى السنوار يمتلك من الشجاعة والإقدام مايجعلنا نكذب أقوالكم ونسخر من تفاهاتكم ، فليس يحيى السنوار الذي يحتمي بالأسرى ، أو يختبئ في زي النساء ، بل سيقتل مواجها ويستحيل أن يؤسر .
وهذا ماكان ، لقد استشهد البطل يحيى السنوار ، وهو مقبل غير مدبر ، بل استشهد وهو في مواجهة مع جيش الصهاينة من مسافة صفرية ، وبعد أن أصيب في رجله ويده ، وبقي ينزف لساعات ، استطاع الدفاع عن نفسه بكل استبسال ، وذلك برمي القنابل اليدوية على من يحاول الاقتراب منه من مدرعات ودبابات جيش الصهاينة المرتعش حتى ارتقت روحه الطاهرة إلى عالم الخلود مع زمرة الشهداء والأنبياء والصديقين والصالحين …
فلله درك ياسنوار كم كنت عظيما إذ أرعبت سجانيك وأنت في زنزانتك ، وكم كنت عظيما وبطلا مقداما في السابع من أكتوبر 2023 يوم قهرت الجيش الذي قيل ذات يوم إنه لايقهر ، وكم كنت كبيرا حين قاتلت مدافعا عن دينك ووطنك ، وعن كرامة أمة خارت وتنازلت عن عزتها وكبريائها وشموخها ، وكم كنت الأعظم من ذلك كله يوم اختتمت حياتك بالشهادة مقبلا غير مدبر …
اعلم يازعيم الشهداء ، وقاهر الأعداء ، وسيد الأحرار ، وكبير الأوفياء لوطنك وأمتك ، أنك ستظل خالدا في عقولنا وقلوبنا ، وسوف تظل في أدبياتنا ، وفي مؤلفاتنا ، وفي ذاكراتنا ، ندرسك أجيالنا جيلا بعد جيل ، مثل من سبقك من شهداء الإسلام وكبار فرسانه ؛ كحمزة بن عبد المطلب ، وخالد بن الوليد ، وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم .