الموت للعرب والحياة لامريكا وإسرائيل وايران ..بقلم /م. عباد محمد العنسي
عدن توداي
م. عباد محمد العنسي
كتب مقال في 21 يناير 2024م بعنوان ( هل تغيرت تحالفات إيران و اذرعها مع الغرب) وأشرت فيه أنه سيتم إخراج إيران من بلاد الشام سوريا ولبنان ، وأن ذلك مسألة وقت وانه وقتها يتم التفاوض مع ايران إما أن تخرج بارادتها أو ستخرج مجبرة، وكانت تلك قراءة تاريخية .
يبدوا واضحا الآن ان ايران قررت الخروج بإرادتها وما تلك الصواريخ التي اطلقتها ايران الا مسرحية لحفظ ماء الوجه بعد تصاعد الاصوات من عناصر اذرعها انها ضحت بهم ، فلايمكن ان يتم اطلاق مآت الصواريخ وألنتيجه صفر، بنما عملية فدائيين فلسطينيين نتيجة فعلهما عشرة قتلى واثنى عشر جريح ، وهذه العمليه تمت قبل ساعه من إطلاق مأت الصواريخ الايرانيه ، أما قرار التخلي عن أدتها حزب الله بعد أن اكملت مهمتها فقد اتخذ وتركه لمواجهة مصيره المحتوم بالنهاية ، لأنه أصبح منبوذ على المستوى الداخلي ، وبالتالي فان نهايته أصبحت حتمية لكنها ستكون على يد أبناء الشعب اللبناني. فكل القوى اللبنانية تنتظر الفرصة للانقظاض عليه .
السؤال هنا لماذا يجب أن تخرج إيران من لبنان وسوريا ؟
إن خروج ايران من لبنان وسوريا هو من مقتضيات ومتطلبات تنفيذ مشروع صفة القرن الذي يهدف إلى اعادة رسم خارطة الشرق الاوسط وإكمال المشروع الصهوني لإقامة دولة إسرائيل الكبرى .
في الحقيقة أن الدور الذي لعبته إيران منذ قيام الجمهورية الاسلامية بقيادة الخميني كان بمثابة تمهيد الطريق لإقامة دولة اسرائيل الكبرى ، حيث كان الدور الإيراني هو القضاء على الدول القومية العربية التي تعيق إقامة إسرائيل الكبرى منها العراق وسوريا، واليمن ، وغيرها بالتعاون مع أمريكا والكيان الصهيوني وأطراف اخرى وهذا ما تم فعلا.
طبعا لولا الكيان الصهيوني وامريكا ما تمكنت إيران من مد نفوذها في المنطقة العربية فتحت شعار الموت لإسرائيل ، وأمريكا واجتثاث إسرائيل من الوجود ، وبعد تسليم العراق لايران من قبل امريكا تمكنت إيران من التغلغل في المنطقة العربية وكسب تعاطف الشيعة العرب معها وغيرهم ، كعدوا لاسرائيل ، وهذا هو الذي مكنها من تنفيذ مهمتها وكانت النتيجة الموت للعرب والحياة لامريكا وإسرائيل وايران.
فبعد تدمير العراق من قبل الغرب وبتمويل الإعراب تم تسليمه لإيران برعاية امريكية لتتمكن إيران من الانطلاق من العراق إلى بقية الدول العربية ، ومن تم تدمير سوريا في اطار مشروع الفوضى الخلاقة التي استهدفت الدول القومية العربية ، وكان ذلك بتعاون مشترك امريكي ايراني، فداعش التي التهمت جزء من سوريا هي من صناعة امريكا وايران وتم تسليم سلاح الجيش العراقي لها في بضعة ايام وهذا ماكان يمكن ان يتم الا باتفاق بين إيران وامريكا ، ومن ثم وجهت إلى سوريا ، وكانت داعش هي الحجة التي أدخلت أمريكا إلى الشمال الشرقي من سوريا ، و أدخلت إيران وذراعها حزب الله إلى جانب الحكومة السورية لتتمكن الحكومة السورية من مواجهة داعش ، التي كان لايران دور كبير في ايجادها ، وكذلك مواجهة جبهة النصرة التي تبنتها تركيا وبهذه التدخلات تحول الصراع إلى صراع طائفي في سوريا وأنها الدولة السورية كدولة قومية ، ومزقها شر ممزق ، وأصبحت دولة هشة غير قادرة على مواجهة المشروع الصهيوني، ولولا التدخل الروسي لكانت سوريا قد تلاشت على يد إيران وذراعها حزب الله ، ومن هنا نجد أن الحكومة السورية تبدوا مرتاحة لضرب قواعد حزب الله وايران في سوريا من قبل إسرائيل .
السؤال هنا ماهو المقابل الذي ستحصل عليه إيران مقابل قيامها بهذا الدور؟
الاجابة على هذا التساؤل هي من خلال إيضاح خطة صفة القرن التي هي الموجه لهذا الصراع والتي وفقها ستحقق اسرائيل مشروعها حيث يسعى هذا المخطط لإقامة اتحاد فیدرالي یجمع الدول العربیة بعد انهاكها وتقسيمها بحيث تكون ممزقة وضعيفه تقبل بهذا المشروع ، بالإضافة إلى إیران وإسرائیل وتركیا وهذه الدول الثلاث هي ولايات التحكم المركزي في الموارد، وتتشكل السلطة الفیدرالیة من إسرائيل في المرتبة الأولى وتركیا في المرتبة الثانية لیتم التحكم المركزي في الموارد من قبل الولايات الثلاث ، بينما الدول العربية ستصبح ولايات خاضعة للولايات الفدرالية ويقوم ذلك الاتحاد بإزالة الحدود بین الدول الأعضاء في الاتحاد، كما یفُترض في كل اتحاد فیدرالي، ومن ثم فلا یعود ھناك مجال للخلاف حول وضع الفلسطینیین، فمن حقھم حرية الحركة بالجواز الإبراھیمي ، هذا المشروع طبعا سينهي الهوية العربية وستصبح الهوية هي هوية ابراهيمية أي إسرائيلية ، طبعا هذه هي الرؤية الحالية للمشروع الإبراهيمي والذي تم وفقه تطبيع ثلاث دول مع الكيان الصهيوني وهي الإمارات والبحرين والمغرب ، مع ان احتمال إحداث تغييرات فيه وارد وفق مجريات الأحداث .
ومن هنا تتضح الصورة أكثر عن مشروع الفوضى الخلاقة الذي بدأ تنفيذه في الوطن العربي في عام 2011م ، فقد نفذت بواسطة أدوات كل من تركيا وإيران في الوطن العربي ( قوى الإسلام السياسي ) وبرعاية وتخطيط ظاهر غربي ( امريكي _ بريطاني ) ومن تحت الطاولة الكيان الصهوني ، والآن جاء الدور للتخلص من أدوات تنفيذ المشروع التي أنجزت مهامها في كل من لبنان وسوريا كما هو حزب الله ، وسيأتي الدور للقضاء على كل الأدوات الايرانيه وغيرها بعد انتهاء كل أداة من مهامها .
هذا المشروع الذي ينفذ الان يبدو أنه يسير بخطوات ثابتة ما لم يحدث تغير مفاجىء او تغير في موازين القوى العالمية ، تؤدي إلى إيقافه .
2 أكتوبر 2024 م