<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
اخبار وتقارير

معركة مأرب.. خيار السعودية الوحيد للتفاوض مع إيران(تقرير خاص)

عدن توداي /تقرير صديق الطيار

بعد سبع سنوات من الحرب في اليمن بين قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والحوثيين المدعومين من إيران، أصبح المشهد أكثر تعقيدا بالنسبة للمملكة مع فشل كل المبادرات والمفاوضات واستمرار المعارك في محافظة مأرب النفطية، آخر معاقل الحكومة الشرعية في شمال اليمن.
وفي ظل تواصل المعارك في مأرب، لم يعد أمام السعودية أي حل للخروج من هذه الأزمة التي كلفتها مليارات الدولارات، وتزداد الرياض يأسا من إمكانية انتهاء الحرب التي سُوقت للشعب كعملية سريعة وأِثرت على علاقتها مع حلفائها وخاصة الولايات المتحدة، وتعرض عدد من مطاراتها وبنيتها التحتية وشركات النفط لهجمات بطائرات بدون طيار يطلقها الحوثيون بين فترة وأخرى.
يقول محلل سياسيون إن السعودية لا تملك حاليا أي حل استراتيجي واضح لإنهاء الحرب في اليمن، لكن ليس أمامها إلا مواصلة القتال.
وأكدوا أن المملكة فشلت في تحقيق أهدافها في اليمن، لكن انسحابها يعني تسليم اليمن للحوثيين وإيران، وهو ما يعتبر كارثة أمنية وسياسية بالنسبة لها، وفق تعبيرهم.
ويؤكد مراقبون للشأن اليمني أنه بعد سبع سنوات من الحرب أصبحت المملكة العربية السعودية لا تعارض فكرة وجود الحوثيين وسيطرتهم على أجزاء في اليمن، لأن ذلك – حسب قولهم – أصبح “أمرا واقعا”، لكن الرياض تريد فقط أن تضمن حماية حدودها وعدم توسع نفوذ الحوثيين أكثر من نفوذهم الحالية.

#مأرب.. الحل الوحيد

يرى المراقبون أن الحل الوحيد المتاح أمام السعودية للخروج من هذا المأزق وإجبار الحوثيين وإيران على قبول المفاوضات هو أن تمنع الرياض الحوثيين من السيطرة على مأرب وتعيد قوات الحوثيين إلى مواقعها وتمركزها كما كانت عليه في عام 2018، عندما سيطرت على جبال نهم على بعد 40 كيلومتر من العاصمة اليمنية صنعاء، بالإضافة إلى الانسحاب الأحادي من اتفاق ستوكهولم.
مؤكدين أنه بدون هذين الأمرين ستظل المملكة السعودية عالقة في حرب اليمن لعدة سنوات قادمة.
وأوضحوا أن الحل الوحيد أمام السعودية هو زيادة الضغط العسكري وتكثيف الهجمات على الحوثيين في مأرب ودحرهم لإجبارهم على قبول المفاوضات.

#تداعيات استراتيجية

يقول “عوزي روبين” – الباحث في معهد القدس للدراسات الاستراتيجية والأمنية – في مقال مطول له، إن سيطرة الحوثيين على مدينة مأرب “سيكون نصرا استراتيجيا حقيقيا يقربهم من الانتصار في الحرب الأهلية”، ويوفر لهم موارد الطاقة. الإنجاز العسكري ذاته سيبعث رسالة قوية لا توصف يمكن أن تقلل بشكل كبير من دافع السعودية للمشاركة في الحرب إلى جانب حكومة هادي، مما يفتح المجال أمام الحوثيين للسيطرة على اليمن بأكملها”.
ويضيف “روبين”: “سيكون الانتصار على مأرب إنجازا استراتيجيا من الدرجة الأولى لإيران وأتباعها من الحوثيين، وهو إنجاز سيلقي بظلاله على جميع التحركات الدبلوماسية في المنطقة سواء على مستقبل اليمن أو على القضايا الإقليمية الأخرى”.

#مكاسب تفاوضية

للهجوم الحوثي الضاري الحالي على مأرب تفسيرات عدة أبرزها – بحسب محللين – أن إيران تريد بعد تعيينها “حسن إيرلو” سفيرا لها في صنعاء أن تكون لها اليد الطولى في البلاد، وأن التصعيد قد يدفع إلى تحسين موقف إيران بشأن ملفها النووي.
وبحسب مراقبين “تدفع جماعة الحوثي وإيران بالضغط على المجتمع الدولي لتحقيق مكاسب تفاوضية على جميع الأصعدة، وبينها الوضع في اليمن، خصوصا مع تعيين واشنطن “تيموثي ليندركينغ” مبعوثا خاص إلى اليمن”.
ويلفت المراقبون إلى أن الحوثيين يسعى بطريقة أو بأخرى إلى تحقيق مكاسب، أقلها إسقاط قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2216”، الذي يحظر توريد الأسلحة للحوثيين ويدعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجهود مجلس التعاون الخليجي في حل الأزمة اليمنية.
ويرون إن الحوثيين يخشون عملية السلام أكثر من الحرب، “لذا ليس واردا لديها إيقاف المعركة”.
وقالوا إن تصعيد الحوثيين في مأرب “يأتي بفعل مخاوفهم من تغيير السياسة الإيرانية بالمجمل، وتقديم طهران تنازلات ضمن سياق عملية التفاوض بشأن الملف النووي مع الدول الكبرى”.
وأكدوا أن “للحوثيين أسبابهم الدائمة لإشعال الحرب في الداخل، وليس هناك ما يوقف المعركة من قبلهم إلا بإخضاعهم لميزان القوة”.

#مكاسب سياسية

ومن الناحية السياسية، تعتبر محافظة مأرب آخر معاقل الحكومة الشرعية بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014، ثم سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن التي أعلنتها الحكومة الشرعية عاصمة مؤقتة في 2019. كما أن مأرب آخر ملجأ للمعارضة السياسية للحوثيين في الشمال، خاصة حزب التجمع اليمني للإصلاح (ذراع إخوان المسلمين في اليمن).
والأهم من ذلك هو الثروة النفطية التي تتمتع بها محافظة مأرب، إذ لا توجد تحت سيطرة الحوثيين أي منطقة نفطية، فمأرب فيها حقول غاز ونفط يصل إنتاجها إلى عشرين ألف برميل يومياً نصفها للإنتاج المحلي، كما تضم مصفاة صافر، إحدى مصفاتَي النفط في اليمن.

#سيناريوهات محتملة

هناك ثلاث سيناريوهات في معركة مأرب: الأول، هزيمة الحوثيين، ما قد يغير مزاجهم الانتصاري ويدفعهم إلى تقديم تنازلات سياسية توفر مخرجا للحرب يحفظ ماء وجه السعودية، خاصة أن وضع الحوثيين الاقتصادي سيظل صعباً بسبب كثافة سكان المناطق الواقعة تحت سيطرته وافتقاره إلى موارد اقتصادية كبيرة.
السيناريو الثاني، أن تطول المعركة بشكل مرهق للطرفين، ما قد يدفعهم إلى التفاوض. هنا قد تلبى بعض مطالب الحوثيين بحصة من الثروة النفطية للمحافظة، وبمشاركة أنصارهم من قبيلة الأشراف في مأرب في الحكم المحلي للمدينة، مقابل وقف الحرب ورفع الحصار عنها. هذا الخيار قد يفتح الباب أيضاً لمفاوضات مقبلة، لكن ليس بالضرورة ناجحة لأنه يعني أن الحرب لم تتغير موازينها بشكل يسمح بتقديم تنازلات، إلا إذا تزايد الضغط الاقتصادي على الطرفين.
السيناريو الثالث، سقوط مأرب بيد الحوثيين، ما يعني استبعاد احتمال وقف حرب اليمن وفق أي تسوية قريبة، لأن الحوثيين يكونون بذلك قد كرسوا سلطتهم في اليمن الشمالي وصاروا يشكلون القوة العسكرية المحلية الأقوى في البلاد، من دون الحاجة إلى اعتراف السعودية والعالم، ولأنهم لن يكونوا تحت وطأة أي ضغط اقتصادي ملح يدفعهم إلى التسوية.

ومنذ 2014، يشهد اليمن نزاعا بين الحكومة الشرعية التي يساندها تحالف عسكري بقيادة المملكة العربية السعودية، وبين جماعة الحوثي المدعومة من إيران، والتي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء وعلى مناطق واسعة في شمال اليمن وغربها، في صراع وصف بالإقليمي بين الرياض وطهران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
شركة مكافحة صراصير دبي. افضل شركة تركيب باركيه بالرياض.