الأطوار النضالية للإصلاح..بقلم/أشرف العاملين
عدن توداي
كتب/ أشرف الهاملي
في ضوء ما أحدثه الانقلاب الحوثي من شلل في منظومة الدولة والمجتمع وما عقب ذلك من انهيارات دراماتيكية سريعة وضعت اليمن أمام أخطار وجودية تتعلق بالوحدة و الهوية وتهدد الكيان والمصير كان الاصلاح حاضرا في معركة الانقاذ وحماية الهوية اليمنية من التجريف، كطرف رئيسي في معادلة صراعات وجودية وحاسمة منها الصراع على الهوية اليمنية
الحوثي خطر وجودي
شكل الحوثيون أخطر مهددات الهوية، باعتبارهم الامتداد العضوي للامامة والتجسيد الفعلي لمشروعها الفكري والسياسي الذي يتصادم كليا مع فكرة الاجماع الوطني وعهود اليمن التاريخية والسياسية التي جاءت بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وصاغت هوية اليمن الحضارية في العصر الحديث والمعاصر كنقيض للامامة وعلى الضد منها فكرة ومشروعا كون الأخيرة تعبيرا عن الوجه المظلم في المخيال الجمعي والعدو التاريخي المتأصل في الوعي و الذاكرة اليمنية على السواء .
الإصلاح يخوض المعركة
خاض الاصلاح هذه المعركة متسقا مع ذاته وطبيعة وجوده اللذان انبثقا من روح الأمة اليمنية وجاءا تعبيرا عن جوهر شخصيتها وطبيعة وجودها فكان حضوره لافتا في المشهد اليمني وحاسما في كثير من المحطات، لاسيما في معركة استعادة الدولة و الدفاع عن الجمهورية والحفاظ على الهوية ضد كل محاولات التغييب والطمس التي تجري على قدم وساق لازالة ما تبقى من معالم اليمن أرضا وهوية وانسانا، حيث قاد الاصلاح حركة النضال الشامل لتحصين الشعب ضد كل محاولات الاختراق الفكري والثقافي والسياسي وحشد طاقاته باتجاه معركة فكرية وثقافية وسياسية عدت من أشرس المعارك, بدا الاصلاح فيها وحيدا في وجه عاصفة اعلامية ودعائية شديدة و شبه موحدة محليا ودوليا، اجتمعت فيها قوى سياسية وحزبية وطنية أخطأت تقدير موقفها الاستراتيجي وسقطت في لحظة امتحان وطنية وأخلاقية كانت تستدعي تنحية الخصومات السياسية والخلافات الايديولوجية جانبا والارتقاء لمستوى التهديد الاستراتيجي المنبعث من رماد الأحقاد التاريخية وعصور الرجعية والتخلف باطلاق جرس الانذار ضد عودة المشروع الامامي بعباءته الحوثية واعلان النفير الوطني الشامل, بدلا من الوقوع في فخ الثأر السياسي والايديولوجي أو الكيل بمكيالين تجاه مهدد جمعي وخطر وجودي .
ظهر الاصلاح في هذه الملحمة من التصدي لما اعتبره خطرا وجوديا على الحياة والمصير, فسخر كامل امكاناته التنظيمية وأدواته الحزبية في مواجهة الاماميين الجدد وحشد كل طاقاته الاعلامية والجماهيرية بهدف تصليب الجبهة الوطنية وتحصينها ضد كل محاولات الاختراق الحوثية للوعي الفكري والسياسي في الوسط الشعبي وقاد معركة الاشتباك الفكري والمسلح على درجة عالية من المسؤولية الوطنية والأخلاقية والدينية, رغم فاتورة التضحيات وباهضية الثمن, فضلا عن الخيانات ومرارة الشعور بالخذلان مضطلعا بأدوار تاريخية ونضالية غيرت موازين القوة وحرست آمال الشعب بامكانية الخلاص, معبرا عن أصالة انتماء وعراقة وجود في معركة الوطن المصيرية على كل الصعد والمستويات.
الاصلاح صمام أمان الجمهورية والوحدة
على مدى عقد ونيف من الحرب, شكل الاصلاح حجر الزاوية في معادلة الصراع القائم ومثل حائط الصد الأخير أمام شبح انهيار شامل وفراغ يلغي ما تبقى من فكرة الدولة والهوية والوطن والذاكرة،نتيجة التشبث بخيارات مبدأية تتجاوز المصلحة الحزبية وتتعداها لتصبح الأمل الأخير لشعب فقد القدرة على حماية مصيره ولاذ بالاصلاح الحامل الوطني الأخير لمشروع الدولة، تعرض الاصلاح للاستهداف الممنهج والمستمر محليا ودوليا, الا انه ظل قابضا على جمر الممانعة الوطنية, ومعادلا وطنيا قويا في وجه قوى الرجعية والتشطير رغم كثرة التكهنات من حوله والتغيير المستمر لخارطة القوة والنفوذ.
الاصلاح وثوابت القضية الوطنية
على صعيد التحولات في المواقف وتعدد الأدوار في المعركة الوطنية أثبت الاصلاح مدى انسجامه مع هذه الحقيقة في الواقع والايديولوجيا كونه الاكثر تجسيدا لحركة الهم الوطني والأوثق صلة بحركة النضال اليمني الممتدة عبر التاريخ الوسيط والحديث والمعاصر، منذ فجر الحركات الوطنية الاصلاحية الوليدة بدءا بالهمداني والحميري مرورا بابن الأمير الصنعاني ومحمد بن علي الشوكاني و البيحاني وليس انتهاءا بالزبيري وبقية طلائع النضال والتحرر الذين كان لهم الفضل في بزوغ فجر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ، وصناعة الحدث الأبرز والأهم في التاريخ اليمني الحديث.
تصدر الاصلاح اليوم معركة فاصلة أو بتعبير أدق معركة كسر عظم وهو يدرك عميقا رغم تعدد الرهانات وتقاطع المشاريع في يمن مابعد نكبة الواحد والعشرين من سبتمبر، بأن كل محاولة للقفز على حقائق التاريخ والجغرافيا ستفضي الى سقوط رهانات اصحابها وهزيمة مشاريعهم تلك العابرة للهوية أوالمتجاوزة لخصوصية اليمن الثقافية والدينية و التاريخية مهما بلغت في سطوتها ونالت من حظوة تمكنها لابد وأن موعد الخلاص منها حتمي وقدر تلاشيها وسط الهوية اليمنية الجامعة أمر لا مفر منه.
المجتمع اليمني وطبيعته الممانعة
تتطابق هذه الحقيقة مع مايجدر ذكره هنا بأن المجتمع اليمني بطبيعته مجتمع متدين وشديد الالتصاق بهويته الدينية وارثه الحضاري العربي والاسلامي نظرا للأدوار الدينية الحاسمة التي لعبها في الفتوحات الاسلامية وفي نشر رسالة الاسلام الى شتى أصقاع العالم وهو يقوم بهذا الدور عن قناعة وطوعا دون اكراه منذ فجر الرسالة وحتى اللحظة الحالية التي يقاوم فيها كل محاولات الالغاء و الفصل الديني و الهوياتي التي تقوم بها جماعة الحوثي في اليمن, كما قاوم مشروعها الامامي من قبل في سلسلة تمردات فردية وجماعية قادت أخيرا الى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي أبطلت بشكل عملي فكرة التفوق السلالي والعرقي والمذهبي، وطوت تلك الحقبة الاستبدادية التي اتسمت بأشد أنواع التخلف الانساني و الفكري والحضاري والديني عن بقية أمم وشعوب العالم وهو التخلف الذي لاينسجم مع جوهر الاسلام الحنيف الذي يضع ابتداء كرامة الانسان وحريته فوق كل اعتبار، وتوج اليمنيون انتصارهم باعلان اهداف ستة وعشرين سبتمبر مزيحين عن كاهلهم أغلال الكهنوت الديني والسياسي في واحدة من المفارقات التاريخية التي أعادت لليمن شخصيته الاعتبارية بين شعوب العالم وكسرت عنه طوق عزلة حضارية دامت لقرون .
الانفتاح على الآخر
لطالما وعى الاصلاح ميزة انفتاح المجتمع اليمني على الهويات السياسية و الثقافية ومرونته التاريخيه تجاه التعدد الديني والمذهبي بما لا يسمح بالغاء هويته الاسلامية والوطنية ولا يسيء لتلك العلاقة التاريخية و الاتنية ؟؟؟ العميقة التي تربطه بمحيطه العربي أو تشكك في انتماءه وعلاقته الروحية بالعالم الاسلامي، وهو برغم هذا العمق في الانتماء لجذوره التاريخية والوطنية يرفض الاعتساف ويتمرد على كل أشكال الوصاية الدينية والايديولوجية أو اي من محاولات الاخضاع المذهبي والسياسي المتجاوز لخصوصيته الثقافية والهوياتية وطبيعة تشكله ووجوده التاريخي والجغرافي وقبل ذلك الغض من كرامة الانسان وتجاهل المصلحة الوطنية العليا.
وفقا للوقائع التاريخية في اليمن فان كثيرا من الايديولوجيات والمشاريع الوافدة التي لم يكتب لها البقاء, كانت قد اصطدمت بالواقع منذ اللحظة الاولى وحملت في نشأتها بذور فناءها ومبررات سقوطها عندما قررت القفز على طبيعة الواقع الاجتماعي وتجاهلت التركيبة التاريخية والدينية والقبلية للشعب اليمني بمحاولات عديدة باءت بالفشل لاقحامه في مشاريع منبتة الصلة بالمطلق عن هويته الدينية و الوطنية وارثه الحضاري والاسلامي الممتد لالاف السنين .
التيارات اليمنية وخطورة المأزق التاريخي
في سياق التقلبات السياسية والتاريخية التي شهدتها اليمن على الأقل في عصرها الحديث وظهور حقبة تعدد الايديولوجيات والمشاريع الفكرية والسياسية بعد الثورة يعلق بعض الباحثين بالقول “بشي من التأمل والبحث في التجربة يتضح أن الكثير من الايديولوجيات قد افتقرت للرشد الفكري والخيال السياسي الذي حرمها القدرة على التأثير و الحركة بواقعية نتيجة غياب فهم شمولي لطبيعة وتاريخ المجتمع اليمني سيكولوجيا وحضاريا، لقد غاب عن حسبانها ذلك الاعتبار لمستوى عمق اليمن استراتيجيا للعالم العربي والاسلامي والعكس، الأمر الذي جعل علاقتها شعبيا تتسم غالبا بالتشنج ولم تحظي سوى بتأييد ضعيف أو مرتهن لحالة الأمر الواقع، ما يشير الى غياب الحكمة الايديولوجية و انعدام صوابية المنطلقات التي حكمت سياسة وتوجه بعض التيارات التي شهدت بدورها أزمات عنيفة ومتتالية قادت في بعضها الى تصفيات دموية، أخذت شكل حرب أهلية، جعلت البلد على حافة الانهيار وكانت الوحدة بين شطري اليمن، بمثابة طوق النجاة لبعضها حيث جاءت في الوقت، الذي اندثرت فيه نظم متعددة وسائدة، الا ان هذه التيارات وبعد مرورها بهكذا تحولات فقدت اتزانها السياسي ودخلت في مرحلة من الانحسار والتلاشي نتيجة ضبابية الرؤية وغياب المنطلقات الوطنية الصريحة في سياساتها وبرامجها الى الحد الذي جعلها تتعامل مع القضايا الوطنية الكبرى بقدر كبير من الانتهازية والنفاق السياسي, الأمر الذي أفقدها أهلية الحفاظ ولو بالحد الأدنى على خطوط مبدأية وثابته في تفاعلها مع التغيرات والأحداث وانفعالها بها، مثال على ذلك، لو سلمنا جدلا بان بعضها تصرف على اساس وطني بعيدا عن العقلية الانتهازية التي كانت تنتهجها، فقد ناقضت نفسها اليوم في اخطر مرحلة تمر بها اليمن وعجزت عن ابداء مواقف أكثر جرأة ازاء تهديدات قد تجزئ البلاد، بل تحولت في كثير من مواقفها السياسية الى حصان طروادة لتمرير مخططات تآمرية فلا هي نجحت في اثبات موقف وطني اكثر حزما فيما يتعلق بالخطر على الهوية السياسية والوطنية وفي مقدمتها الحفاظ على وحدة البلاد التي عدت نموذجا ملهما لامكانية قيام اي وحدة قومية أو نظام عربي موحد، بل شكلت الوحدة الوطنية جزءا من العقيدة السياسية حتى لبعض التوجهات العابرة للقوميات المحلية والاثنية في مرحلة تاريخية معينة ومنحتها الفرصة لاثبات نفسها كقوة قادرة على احداث فرق في المشهد الوطني العام بالتحرك الفعلي لانقاذ بلد يتعرض للتدمير، سيما في اللحظة الراهنة التي تتكشف فيه الحقائق على نحو يبدو صادما وقد بلغت في مستوى الابتذال السياسي حدا جعلها تشتغل كآلة تقويض ومعول هدم لما تبقى من أسس الدولة وقيم التعايش، ليتضح حجم الشطط الايديولوجي تحت عناوين مختلفة ومدى بعده عن الواقع وانسلاخه عن هموم الأمة اليمنية ومواجهة التحديات العاصفة، غارقة في حالة من الرؤى الهولامية والخيال المجنح البعيد عن الواقع والمنفصل ذهنيا وعمليا عن هموم الانسان اليمني وحماية مصيره من التفكك والاندثار، مايعكس يعكس أزمة في العلاقة مع الذات الوطنية وفي جزء كبير منه هروبا من الواقع وانعكاسا لفشل الأداء والتجربة، تظهر تلك الفجوة جليا بين مشاريع بدت تعبيرا عن احساس طاغ بالنرجسية وادعاء مستمر بالتفوق على الاخر وبين سردية الواقع اليمني وتحدياته الراهنة.
لاتزال بعض صور الاصطراع الايديولوجي والنفسي حاضرة في الذاكرة والتي قادت بدورها الى مواجهات عنيفة ودامية وخلقت ظواهر عنف واضطراب ليس فقط مع الشارع اليمني وأحلامه في الحياة بطريقه لاتتصادم وحرية اعتقاده الديني واعتزازه بقيمه الاجتماعيه وموروثه التاريخي والحضاري، بل حتى داخل الحركات والايديولوجيات ذاتها التي وجدت نفسها في ورطة تشبه ذلك المأزق الأخلاقي والوجودي نتيجة انفصام حقيقي بين الرؤية والواقع.
من الناحية السيكولوجية والتاريخية يعد المجتمع اليمني من أقدم المجتمعات في العالم العربي، ويمتد تاريخه إلى آلاف السنين وبينما هو مزيج فريد من الأصالة والحداثة، يظل محتفظًا بقيمه وتقاليده العريقة، و يملك قدرة عجيبة على الصمود و التكيف على مر العصور، يعرف اليمنيون كيف يتأقلمون مع الظروف الصعبة، سواء كان ذلك في مواجهة الكوارث الطبيعية أو التحديات الاقتصادية السياسية، انهم دائمًا مايظهرون قدرة فائقة على التكيف والصمود وهذا ما يجعلهم قادرين على الاحتفاظ بهويتهم واستغفال الطارئين وذوو المشاريع الوافدة و الصدامية الى حين لحظة الخلاص وانتهاز فرصة دفنها الى الأبد.
اليمن بين رهانات الواقع وسيناريوهات المستقبل
يواجه الشعب اليمني لحظة حاسمة في تاريخه حيث تقف اليمن على مفترق طريق بين سيناريوهات متعددة ذات أجندة لا وطنية محلية واقليمية ودولية وبخلفيات استعمارية ومطامع اجنبية ورؤى مغايرة لهموم الشعب اليمني وتطلعاته في الحياة والاستقرار .
الاصلاح بين الانجاز التاريخي والموقف الوطني .
خلافا لما سبق يقف الاصلاح مع بقية القوى الوطنية ممسكا بثوابته في الدفاع عن مصير اليمن كدولة ذات سيادة والشعب كأمة يمنية حرة و مستقلة والجمهورية كهوية سياسية وحيدة للنظام السياسي في اليمن والجغرافيا كأرض واحدة لاتقبل القسمة على شطر دون آخر، بينما تبذل قوى محلية و دولية واقليمية جهدها لتغيير هذه المعادلة التي تجذرت في الواقع نتيجة ما بذله الاصلاح من جهد وطني و سياسي وعسكري في حماية الهوية اليمنية من الاجتياح الطائفي الحوثي والحفاظ على النسيج الاجتماعي برفض اي من النزعات الفئوية والعرقية والجهوية والمناطقية و التي هي ثمرة لانهيار أي نظام سياسي في أي بلد ما وتهدد نظامه الاجتماعي واظهار قدر من الكبرياء و الممانعة الوطنية تجاه السياسات الاجنبية الطامعة، فضلا عن المسار التعليمي والتوعوي المبكر والمستمد من روح الشريعة الاسلامية و الفكر الوسطي المعتدل المنادي بالحرية والقبول بالاخر واحترام كرامة الانسان وحقه في الانتماء الفكري والايديولوجي، وقد شكل الارث الفكري لثورة السادس والعشرين من سبتمبر جوهر الفكر السياسي والحركي للاصلاح وصاغ الخطوط العريضة للحزب فيما بعد وكان لمؤسسيه ابان الثورة الدور الاهم في تشييد أنضج التجارب الوطنية الرائدة في العطاء والتنوير، حيث شكل الحزب أحد أهم أركان الجمهورية والثورة والوحدة ورافدا مهما للحياة السياسية والحزبية في البلاد وحتى اللحظة الحالية من زمن اليمن الواقع في حالة من التعقيد وانسداد أفق الحل والاصلاح ماضيا في خط النضال الشعبي والوطني ضد عودة الرجعية أو السماح بتصفية الهوية السياسية والثقافية والدينية لليمن ..
على طول رحى الحرب وتعاقب الانهيارات ظل الاصلاح في معركة الكفاح الوطني حاضرا في مقدمة القوى المناهضة للمشروع الامامي الحوثي و كل المشاريع اللاوطنية والتابعة للأجنبي بكامل ثقله التنظيمي والسياسي، يرمم التصدعات الأخلاقية والفكرية التي اصابت البنى النفسية والعقلية للمجتمع جراء الفوضى التي أحدثها لانقلاب الحوثي السياسي والمذهبي ويقدم خطابا وطنيا جامعا يتسق مع أولويات المرحلة ويستجيب لتحدياتها علاوة عن مايقوم به من دور وطني مسؤول في الحفاظ على ما تبقى من هياكل الدولة بحماية الشرعية واحترام مركزية القرار السياسي والعمل ضمن أطر الشرعية وموجهاتها العامة
بعد ان تم الانقلاب على النظام والدولة والمضي قدما في تقويض مؤسساتها, ابدا الاصلاح حرصه الشديد لاعادة بناء المؤسسة الوطنية المنهارة، يقيم هياكلها المادية والمعنوية في حاضر الأجيال وفي منظور وعيهم البعيد فكرا وممارسة، ولا يزال يمضي في تعميق فكرة المقاومة وفنون الثورة والتمرد ضد حالة الانهيار الشامل ورفض كل سيناريوهات الهزيمة والخضوع الاستراتيجي للبلد، رغم ما تعرض له من ضربات ومايكتنف مستقبله الحزبي و السياسي من غموض ظل وفيا لمبادئه،سخيا في العطاء، وجاهزا لمعركة طويلة في كل الأوقات ومربحه للشعب وللأجيال اللاحقة على المدى البعيد .
لقد نجح الاصلاح في كسب الرهان لصالح المشروع الوطني بامتلاكه الأفق الفكري والعملي لسد حالات الفراغ التي تركت امام اجتياحات كثيرة ومتعددة بدءا بتأسيسه جيلا متشبعا بقيم الثورة ومبادئها، وعاشقا للشهادة في سبيل دينه وعقيدته ووطنه، واعيا لمسيرته النضالية مستعدا للتضحية والمقامرة في سبيل انقاذ الكرامة بمعناها الشخصي والديني والوطني، وفي القلب منها عز الوطن وكرامة المواطن .