بين الغلوّ والبخل هكذا تحتفل الأمة بعيد مولد الرسول صل الله عليه وسلم.. بقلم /حسان البصيلي
عدن توداي
حسان عبد الباقي البصيلي
كتَبَ الإلهُ على المآذن ذكرَهُ
فأثارَحُباً في القلوبِ عظيماً
أمر الإلهُ المؤمنينَ بقولهِ
صلو عليهِ وسلموا تسليما
إنها ذكرى مولد سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين.بعثهُ الله رحمة للعالمين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ولِد في مكة المكرمة عام 570م في قبيلة قريش،من بني هاشم،ويعتبرأشرف الخلق وأعظمهم خلقاً.”نال لقب الصادق الأمين”قبل بعثته لما عُرف به من أمانة وصدق في التعمال مع الناس.في سن الأربعين نزل عليه الوحي في غار حراء ليبدأ دعوته إلى توحيد الله وعبادته.واجه رسول الله صلّ الله عليه وسلم الكثير من الصعاب في بداية دعوته،لكنه استمر بنشر رسالة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.هاجر إلى المدينة المنورة بعدما أشتد أذى قريش،وهناك أسس دولة الإسلام الأولى.امتدت رسالته حتى بعد وفاته،وأنتشر الإسلام في مختلف بقاع الأرض بفضل جهوده المباركة وتعاليمة ألتي أسست لحضارة إنسانية عظيمة.
وفي هذا الزمن أختلفت الأمة المحمدية، بين مؤيد ومعارض لهذا الأحتفال بعيد مولده بين طرف يمارس الغلوا والبدع ألتي ماأنزل الله بها من سلطان،وطرف أخرمارس البخل بكل صوره، وأكتفى بجعل هذا اليوم كأي يوم عادي في العام الهجري، ولكن مايحز في النفس مايحصل في شمال اليمن حيث تمارس جماعة الحوثي غلوّ تعدى كل الحدود، وتحولت شمال اليمن إلى غابة خضراء ليلاًونهاراً، وصُرفت ملائيين الريالات في سبيل ذالك، بينما الشعب يتضور جوعاً وقهراً وإذلالاً، بعد أن تخلت المليشيات عن واجبها تجاه هذا الشعب ومارست البطش وفرض الجبايات حتى تظهرالمليشيات للأخرين أنهم يحبون النبي محمد صلّ الله عليه وسلم على حساب قوت الفقراء والشعب الضحية في ذلك بينما قياداتها تعيش في زمن أخر وحياة أخرى بسبب ماجنته هذه المليشيات من حقوق الشعب.
فينبغي على كل ذي عقل أن يكون وسطاً ويقتصرالإحتفال باالتذكير بسيرة الرسول صلّ الله علية وسلم ، ونشر سنته وتعاليمة التي بها أرتقى بهذه الأمة، وتذكر جهاده ومواقفة وغزواته التي شكلت فارق كبير في حياته، من أجل نشر هذا الدين العظيم وتقدير كل تلك اللحظات التي عانى منها الرسول صلّ الله عليه وسلم وهوا يعمل على نشر وتعليم صحابته هذا الدين.
فعن أي إحتفالات تتحدثون بعد أن وصل بنا الحال إلى أن وصل، أمةٌ سيطر عليها الضعف والهوان والإذلال وهي تشاهد كل يوم القتل والجوع والدمار لشعب مسلم ولم تحرك كل تلك المجازر والمذابخ ضمائر هذه الأمة،أمةٌ ماتت ضمائرها واكتساها الخوف والجبن ثم يحتفلون بمولد النبي صل الله عليه وسلم الذي قدم كل شيء للاسلام ونشرهُ رغم كل التحديات التي واجهها،بينما نحن لم نقدم شيء يذكر في سبيل عزة هذا الدين بل يساهم البعض في خدمة أعداء هذا الدين وهذه الرسالة المحمدية.وها نحن ننقسم في ذكرى مولده،بين الغلوّ والبخل.