الوزير الذي يعمل بصمت
(عدن توداي)بقلم الكاتب/ محمد صالح العوذلي
_قليلون هم اولئك الذي يعملون بصمت ، وتظهر آثار بصمات اعمالهم لتأتي أكلها كل حين ، فيستفيد منها المواطن قبل ان تستفيد منها الدوله ، وتظل شاهده على مصداقية وامانة واخلاص وعظمة روادها ممن يقفون خلف تلك الاصلاحات ويدركون حجم المسوليه الملقاه على عواتقهم والتي قلما نجدها في الوقت الراهن الا فيمن حباه الله ووفقه الى طريق الرشاد.._
_مضت تسع سنوات من بعد ان وضعت الحرب الانقلابيه اوزارها، تاركه تركة خراب ودمار شامل وشلل كامل للبنيه التحتيه لمؤسسات الدوله في المحافظات المحرره، بقت كما هي ، تنظر اليها كل الحكومات المتعاقبه المشكله من بعد الحرب تاره بعين الدهشه لكبر المصاب وتاره بصعوبة الاصلاح واعادة الحال وتارات اخرى بعدم توفر الامكانيات والتمويل واستحباب البقاء على الحلول البديله المؤقته التي تكلفتها تفوق مع الزمن تكلفة الاصلاحات الدائمه وتنعكس اثارها السلبيه على الدوله عامه والشعب خاصه._
_الدارس لحال عمل المرافق العامه في اطار مديرية لودر فقط، فقد اظهرت نتائج الاستبيان تطورات واصلاحات ملموسه في مرفقين الاول مرفق مستشفى لودر والاخر مرفق محكمة لودر ._
_ففي المرفق الاول لا يختلف اثنان على ما يؤديه من خدمات جليله لقاطني سكان المديريه التي تكتظ بمئات الالاف وتتزايد بتزايد حركة النزوح اليها من المديريات المجاوره ناهيك عن شلل المستشفيات المماثله في المديريات الاخرى مما جعل مواطنين تلك المديريات يتطببون ويرتادون ويتلقون العلاج في هذا المرفق ، ويعزي الكثيرون سبب التطور الى الدعم اللامحدود من قبل المنظمات الاجنبيه الداعمه وليس الدعم الحكومي ، ومهما يكن ذلك فقد ظهرت اثار بصمات انتفع منها المواطن ،، بينما في المرفق الاخر وان تشابهت مع المرفق الاول حجم الخدمات التي يوديها مرفق القضاء للمواطنين ، الا ان ثمة فارق في الجهات الداعمه،، فاظهرت دراسة الاستبيان بان الدعم الوحيد كان مصدره اعمال الوزير المختص ومن ثم التوافق لدى جميع الاطياف في المديريه على استغلال توجه ذلك الوزير في الاصلاحات ورفد المديريه بمشروع حيوي يسهم في بنيه تحتيه تعود بالنفع العام للمواطن ويضفي للقضاء تلك الهيبه والقدسيه التي ينبغي ان تتوفر له لاداء رسالته العدليه عند الفصل في المظالم المعروضه عليه.._
_اصلاحات شتى التمست خلال عام ، تبدأ من اختيار مكان لمزاولة المحكمه لعملها ثم اعادة ترتيبها وانتظام عمل طاقمها والتزامهم بالاخلاق والسلوكيات المهنيه،ثم برفد المحكمه بالاثاث والمتطلبات الاساسيه لحسن تنظيم العمل ، ثم بالكادر القضائي واجراء التغييرات والتدوير الوظيفي الذي اسهم في رفد المديريه بملايين الريالات واخيرا الى بدء العمل ببناء مبنى خاص بالمحكمه كخطوه عظيمه في ظل توقف مثل تلك الاعمال والتي ما كان لها ان تتحقق لولا ارادة ومصداقية وحزم وعزم ذلك الوزير وتوافقها وانسجامها مع ارادة القائمين على الجهات المختصه بالمديريه ، والشخصيات الاجتماعيه والنخب والوجاهات في المنطقه،،، جميعها سارعت وساعدت في بروز اثارها للعلن._
_نأءى الجميع بانفسهم عن المناكفات والولاءات ، واتفق الجميع على الاعتراف بأهميه مثل تلك الاصلاحات وباركها واشاد بها وشكر من يقف خلفها واشار اليه بالبنان من بين كل الوزراء في الحكومات السالفه والمتعاقبه .._
_ونتسائل( كم نحتاج لمثل وزير العدل ممن يعملون بصمت للانتقال من دائرة التقوقع والبكاء والرضاء والبقاء بما خلفته الحرب من تعطيل ودمار الى بلوغ مرحلة البناء والاعمار ).._