34 عاما مضت من الإصلاح
عدن توداي
عبدالخالق عطشان
……
تتدفق شلالات المديح والثناء وتنهمر كلمات الوفاء والتبجيل في حق الإصلاح في ذكرى تأسيسه الـ34،ويعلن كوادره رجالا ونساءً التأكيد على إنتمائهم وولائهم لتنظيمهم العريق ، وتتسابق التهاني والتبريكات لقيادة الإصلاح مهنئة بحلول ذكراه وفي ثناياها امتداحٌ لأدواره النضالية ودوره السياسي البارز في إثراء العملية السياسية وتعزيز قيم الديمقراطية.
ليس غريبا كل ماسبق من مشاعر إيجابية تجاه الإصلاح، وفي المقابل ليس غريبا ان تجد من يناصب الإصلاح العداء وغير راض عنه ويتمنى لو أن شمسه خُسِفت ونجومه طمست وكواكبه انتثرت (فكلُ ذي نعمةٌ محسود)
34 عاما والإصلاح منذ الوهلة الأولة لانطلاقته لم يكن إلا عملاقا، وشامخا طيلة مشواره السياسي وفي نضاله السلمي متصدرا، جمع المجد من أطرافه، يمني الهوى و الهوية ووسطي الفكر والمنهجية، اصيلٌ في مبادئه، راسخ بقيمه مرنُ في مواقفه ، متعاطٍ في تصوراته .
تفرد الإصلاح عن غيره انه لم يتمحور حول فرد او سلالة او قبيلة وإنما هو فكرةٌ تنمو وتتفتق يوما بعد يوم تكونت من مجموعة من المبادئ والقيم والثوابت التي لاتقبل إلا رسوخها ، اعتكف في بناء أساساته بُناةٌ مهره وبنظام هندسي جمع بين الأصالة والمعاصرة ويُجدد بنيانه ويحدثها بما يتواكب مع المتغيرات والأحداث ولو ببطئ ، لذلك لاغرابة إن رأيت الإصلاح بناءً ثابتا شامخا راسخا حتى وإن نال زجاج نوافذه بعض التهشيم.
34 عاما خاض الإصلاح فيها معتركا سياسيا اقل مايقال عنه أنه أنموذج فيه ، نافس فتقدم وتراجع ولكنه لم يتخل عن هذا المعترك لأنه لايقر بالعجز ولايؤمن بالفشل ، شارك في السلطة رغم تواضع نمثيله إلا انه كان كبيرا في انجازاته، وشارك في المعارضة فكان ربانها وقائدها فجمع اشتاتها ووحد صفها وهدفها وحمل لواء النضال السلمي فما وهن ولاخان.
في مسيرة الإصلاح هبت عليه العواصف وتداعت عليه كل اصناف الخطوب فخرج منها سالما لإن النهج قويم والقائد حكيم والمركب متين ، في حين ان أحزابا امتلكت اسباب القوة والنفوذ خارت وتشرذمت وتشتت وسقطت بالضربة القاضية ومازالت في بداية الجولة الأولى.
إن الإصلاح حزب لم يؤسسه الأنبياء ولم تحرسه الملائكة طيلة 34 عاما وإنما صنعه بشرٌ واجتهدوا في تاسيسه وسيره وتصدره على غيره ووضعوا سياساته يخطئون ويصيبون وماكان لهم اي قداسة ولاعاصم لهم من النقد ، فكان لزاما اليوم أن نؤكد على سمو هذا التنظيم وتضحياته وفي المقابل نؤكد على ضرورة التحامه بالجماهير المتعطشة لعودة الدولة واستعادة الجمهورية والمنهكة جراء السطو الخوثي على الدولة والتخاذل الإقليمي في استعادتها والفشل الرسمي في إدارة ماتبقى منها، والمضي في تجديد وسائله وتحديث أساليبه والنظر في لوائحه وانظمته وبرامجه بمايتواءم مع المتغيرات والأحداث المحدقة باليمن عامة وبالإصلاح خاصة فمن غير المعقول ان جيلا ثانيا من الإصلاح بعد الـ 34 من التأسيس سيتم تربيته وتأهيله بوسائل واساليب ومحتوى وشخوص ماعادت تصلح إلا في متحف يقيمه الإصلاح تخليدا لحقبة مضت من تاريخه.