<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
ساحة حرة

وداعاً أيها الشاب البشوش….. وداعاً اخينا عمار دويح.. بقلم /أنعم الزغير البوكري

عدن توداي
انعم الزغير البوكري

لا شفاعة في الموت…هكذا اقتضت مشيئة الرحمن، وتلك سنة الله في الخلق، ففي الموت مواعظ وعبر، فية تذكرة بالدار الآخرة.

حقاً كم هو مؤلم أن ترثي شابًا عزيزا غادر العالم وهو في مقتبل العمر! شاباً بأخلاقه وخدمته وبشاشه وجه غرس حبه في قلوب الجميع ، قبل أن تخطفه يد المنون على حين غرة إلى رحلته الأبدية، وهو في أبهج سنوات حضوره الشبابي، بدون ضجيج، ولا مقدمات، وبلحظة خاطفة كل شيء قد انتهى، يا للاسف!.

هل ابدأ الكتابة كما اعتدت بالرثاء التقليدي أم أتجول في قاموس المفردات لعلي أجد ما يناسب الحزن من الكلمات؟!

يا أيها الغصن اليانع البديع، نتمنّى لو أنَّ حزن رحيلك المفاجئ، لم يهدم ضلوعنا ليغرق قلوبنا ألما وكمدا، بدموع فاجعة ما أقسى بكاء الفراق على عزيزا رحل دون وداع، وعندما يصيبنا الحزن في الصميم! ما أصعب الألم !
لم نجد لكي ايتها العين الا ان تبكي وتذرفي الدمع على ثمرة يانعة أذبلها القدر، وباتت مجرد ذكرى…. يا لك من قاس أيها الموت.. نعم أنت حق على كل البشر وعلينا ان نؤمن ونقتنع بأنك حقيقة لا مفر منها، لكنك جئت كالبرق الخاطف بغير أوانك، جئت مهرعاً في يوم قاتم السواد، وسرقت بلمحة البصر شاب طموح ،بشوش، مرح.

لقد كان خبر رحيلك يا عمار فاجعة نزلت وحلت كالصاعقة على كل من عرفك ولم يعرفك. إنها صدمة الرحيل المفاجئ في رحلة الحياة حين نكتشف كم نحب من يغادرنا فجأة؛ ليتجدد الشعور بالأسى، ويزداد الإحساس بالمرارة، وتثير لواعج القلب، ويترسب طعم الموت طويلا في قاع النفس.

عمار صاحب البسمة اللطيفة والقامة اليانعة، كنتَ من الشباب المتوقدة بالنشاط وحب الحياة متفائلا وتحب الخير للجميع، كنتَ تتمنى العيش بحياة زاخرة بالأفراح والمسرات، لم تفارق الابتسامة شفتاك.. أما الطيبة التي كان ينطوي عليها قلبك المحب فإنها كانت أحلى سماتك، فكل ما بقي من نقاء روحك أغزر ذرف الدمع لدينا. سنفتقد ابتسامتك الخجولة، وفقدانك ليس إلا خسارة لنا جميعا ستبقى آثارها في قلوبنا بليغة لا تندمل مهما عصفت بنا المصاعب والالام.

حين تنحنى الكلمات منحنى كلاسيكيا بالرثاء، لن نستطيع أن نعوض ذكرى رحيل شاب في مقتبل عمره، فقلبا أهله وذوية، سيتفطران على فراقه، وسيتحسران على فقده، كيف لا؟، وأعين من حوله ترنو، وتهفو إليه، وقلوبهم تخفق، وتحن لرؤاه؛ لكنها قلوب من احتواها الرضا بقضاء الله، وقدره، بأن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم، وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم.

أيها المتفائل بحب الحياة، وداعًا.. أيها المتواصل في العطاء, وداعا.. أيها الشاب البشوش، وداعا.. أنت المغادر جسداً، والحي روحا بين اهلك ومحبيك. ثق يا عمار، بأننا سنتمناك بيننا، ولكن لن يُستجاب لنا ولو تمنينا ذلك مرات عديدة، فأسلوب التمني لا يستجيب لطلبنا، إلا أنك تركت لنا ذكرا عزيزا، وسيرة عطرة، سنظل نذكرها ما حيينا، وستبقى بيننا بأنفاسك، وعفويتك، وشخصيتك الرائعة حية نابضة لسنوات طويلة ان شاء الله. أيها الشاب اليانع الرقيق، لك منا كل ود، ودفء قلب، ودعاء يشق عباب السماء، بأن يعصم الله قلبي والدك، وذويك لفراقك بالإيمان، وأن يتغمدك بواسع رحمته، وأن يجمعك بمن تحب في دار كرامته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock