<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
لإعلاناتكم على الموقع| 737840463
ساحة حرة

لن يذهب الرق من الوجود… لكل عصر عبيده وأسياده

عدن توداي

منذ فجر التاريخ، كان الرق علامة على استعباد الإنسان للإنسان، وتحويله إلى أداة لتحقيق مصالح الأقوياء.
على الرغم من إلغاء الرق رسميًا في معظم أنحاء العالم، إلا أن أشكاله لم تختفِ تمامًا.
بل لقد تطور ليأخذ أبعادًا جديدة تتناسب مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يشهدها عصرنا هذا.

في عصرنا الحالي، الرق لم يعد كما كان في السابق، حيث كان الإنسان يُباع ويُشترى في الأسواق.
اليوم، الرق يتجلى في صور أكثر تعقيدًا وخفاءً، ولكنه لا يزال يحمل نفس الجوهر: إخضاع الإنسان وسلبه إرادته وكرامته.
العبودية الحديثة قد تكون اقتصادية، اجتماعية، أو حتى نفسية، لكن نتيجتها واحدة: تقييد حرية الإنسان وتحويله إلى عبد تحت سيطرة قوى أقوى.

إذا أردت أن تعرف العبيد في عصرنا هذا، فما عليك سوى ذكر أسيادهم بسوء.
ستجدهم يهبون للدفاع عنهم بكل قوة، وكأنهم لا يدركون أنهم يعيشون في حالة من الاستعباد.
هؤلاء الأسياد قد يكونون حكومات قمعية، رؤساء مستبدين، أو حتى شخصيات عامة تسيطر على العقول بالأفكار المتطرفة أو المغلوطة.
هؤلاء العبيد يدافعون عن أسيادهم بلا وعي، ولا يرون أنهم مجرد أدوات تُستخدم لتحقيق مصالح الآخرين.

الرق في عصرنا لم يعد يقتصر على فرد أو جماعة معينة، بل أصبح حالة شائعة تتفشى في المجتمعات التي تعاني من الفقر، الجهل، والقمع.
إنه الرق الذي يجعل من الإنسان عبدًا للأنظمة الاستبدادية، للقوى الاقتصادية الجشعة، أو للأفكار المتطرفة التي تفرضها بعض النخب.
إنه رق من نوع جديد، يتغلغل في النفوس ويستعبد العقول، دون أن يدرك الإنسان أنه يعيش في حالة استعباد.

في النهاية، الرق لن يختفي مادامت هناك قوى تسعى للسيطرة على الإنسان واستعباده بطرق جديدة.
لكل عصر عبيده، ولكل زمن أسياده٬ وما دام هناك من يرضى بالخضوع والتبعية، فإن الرق سيظل موجودًا بيننا، حتى وإن تغيرت أشكاله وأساليبه.

✍️الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock