(لا) حضرموت = مفهوم شرعية الأرض
د. سعيد الجريري *
ما رشح من معلومات من “وادي نحب” منسجم تماماً مع ما تم التوافق عليه هناك أيضاً في بيان ما بعد اغتيال الشهيد سعد بن حبريش ديسمبر 2013: الاستجابة أو البسط على الأرض والثروة.
المختلف الآن أن شرعية اليوم تحاول أن تمارس نفوذها واستحواذها على ثروة حضرموت وقرارها، في حالة من حالات تزييف الوعي بمفهوم “الشرعية”، فهم يرونها في ما يرون استمرار التبعية والإذعان والقبول بما يقرره عنها الآخرون، وما عليها سوى التصفيق والشكران. في حين أن شرعية ما بعد 2016 تعني أن حضرموت هي صاحبة الشرعية على نفسها، فلا يقرر عنها رؤساء أحزاب لا شرعية فعلية لهم حتى على مناطقهم التي سلموها للحوثي.
لذا، فما أُعلن في بيان اليوم لا يمثل شخصاً كعمرو بن حبريش الذي لم يقل أحد سواه “لا” لرأس الشرعية الورقية، ولا يمثل الحلف أو من حضروا اللقاء. بل هو ترجمة عملية لمقررات تلبي إرادة كل مواطن حر ، يفهم معنى أن تكون الشرعية للأرض لا لمن ينهبونها ويذلون من عليها لتحقيق مصالح الآخرين، وحضرموت غائبة أو مغيبة عما يعنيها بالدرجة الأولى.
قالها الحلف بقوة .. “لا” بحجم حضرموت، وسينبرئ ثلة من المرجفين ليقولوا في عمرو ما لم يقله مالك في الخمر ؛ لأن “لا” لا تعني لهم شيئاً، ولو كانت تعني لهم شيئاً لقالوها معه أو قبله، حتى لو قال عمرو أو الحلف “نعم” .. الآن أو غداً.
“لا” اليوم، ليست دعوة للفوضى أو العنف، ولكن من أجل إعادة صياغة مفهوم أن نكون شرعيين على أرضنا، لا تابعين أو موظفين أو “كرانية” عند مختطفي الشرعية الذين اختطفت منهم جماعة الحوثي دولتهم وشرعيتهم وما يملكون.
الحق ينتزَع، ولا عزاء للمرجفين والمتخاذلين.
* من حائط الفيسبوك لـ « د. سعيد الجريري»