ناشط حقوقي يكتب: هل الدعوة إلى فك الارتباط من شمال اليمن عنصرية

كتب/الناشط الحقوقي أسعد ابو الخطاب
هل الدعوة إلى فك الارتباط عنصرية؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تثار الكثير من الأسئلة حول دعوة الجنوبيين لفك الارتباط عن شمال اليمن.
هل هي دعوة عنصرية أم أنها تستند إلى أسباب أخرى أكثر تعقيدًا وعمقًا؟
يجب أن نفهم السياق التاريخي والسياسي والاجتماعي لهذه الدعوة لنتمكن من تقديم إجابة موضوعية.
الدافع لفك الارتباط:
الدافع الأساسي الذي يدفع الجنوبيين للمطالبة بفك الارتباط ليس مجرد فرق جغرافي بين الشمال والجنوب، بل هو نتيجة للظلم والاستغلال الذي عانى منه الجنوب منذ الوحدة اليمنية.
الوحدة التي كان من المفترض أن تكون تكاملية وتحمل الخير للجميع، أصبحت عبئًا على الجنوبيين بسبب السياسات القمعية والتهميش الذي تعرضوا له.
الظلم والاستغلال:
منذ إعلان الوحدة في عام 1990، شعر الجنوبيون بأنهم يُعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية.
الفساد المستشري، توزيع الثروات غير العادل، والتهميش السياسي والاقتصادي كلها عوامل أسهمت في شعور الجنوبيين بأن الوحدة اليمنية لم تحقق لهم أي مكاسب بل زادت من معاناتهم.
قال الله تعالى في القرآن الكريم: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ” (النحل: 90).
ولكن، للأسف، لم يجد الجنوبيون في الوحدة اليمنية عدلًا ولا إحسانًا.
الجنوبيون والوحدة اليمنية:
الجنوبيون كانوا أول من دعا للوحدة وشاركوا بحماس في تحقيقها، مؤمنين بأنها ستجلب لهم وللشماليين معًا مستقبلًا أفضل.
لكن مع مرور الوقت، تغيرت الأمور وأصبح الواقع مختلفًا تمامًا عما كانوا يتوقعونه.
السياسات القمعية والإقصائية التي مورست ضدهم جعلتهم يشعرون بأن الوحدة أصبحت وسيلة للسيطرة والهيمنة عليهم.
من كره الوحدة إلى كره الدعوة إليها:
كره الجنوبيون الوحدة اليمنية بعد أن اكتشفوا أن الدعوات للوحدة تستخدم كأداة لتحقيق مصالح ضيقة للسياسيين والأحزاب، بدلًا من أن تكون وسيلة لتحقيق العدالة والمساواة.
التجارب المريرة التي مروا بها، من حروب وصراعات وانتهاكات لحقوقهم، جعلتهم ينفرون من كل من يدعو إلى الوحدة اليمنية دون أن يقدم حلولًا حقيقية لمشاكلهم.
هل الدعوة إلى فك الارتباط عنصرية؟
الدعوة إلى فك الارتباط ليست عنصرية إذا كانت تستند إلى مطالب عادلة ومشروعة لتحقيق الكرامة والعدالة والحقوق الإنسانية.
العنصرية تقوم على تمييز غير مبرر بناءً على العرق أو اللون أو الأصل، بينما الدعوة لفك الارتباط هنا تنبع من تجربة مريرة مع الوحدة ومن شعور بالظلم والتهميش.
خاتمة:
الدعوة إلى فك الارتباط عن شمال اليمن ليست دعوة عنصرية بقدر ما هي نداء للبحث عن العدالة والكرامة والحقوق. الجنوبيون، بعد تجربة مريرة مع الوحدة، يسعون إلى استعادة حقوقهم وتحقيق مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم.
علينا أن نفهم هذه الدعوة في سياقها الصحيح وأن نعمل على تحقيق العدالة والمساواة للجميع. الوحدة يجب أن تكون اختيارية وتستند إلى الاحترام المتبادل والعدالة وليس إلى القمع والاستغلال.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير