واحدية الارض وتعدد السماوات.!!
عدن توداي:
بقلم / منصور بلعيدي
يتحدث البعض عن تعدد الاراضين وان الله قد خلق سبع سماوات وفي مقابلهن خلق سبع اراضين وهو قول مجافي للصواب..!!
والمشكلة ان من يقولون بهذا القول المجافي للصواب هم ممن يعتلون منابر المساجد ويتصدرون الوعظ والارشاد ويوعظون في المساجد مما يدفع عامة الناس الى تصديق قولهم هذا ، وذلك يدل على قلة علمهم وتهورهم وجرأتهم على الفتيا بغير علم.
ويستدلون على ذلك بقول الله تعالى في آخر سورة الطلاق:(الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن).الطلاق 12
وان كلمة ( ومن الارض مثلهن)تعني انه سبحانه خلق سبع أراضين مثل عدد السماوات ، وهدا فهم سقيم لمعنى الآية.
والواقع ان الله تعالى خلق سبع سماوات ولم يخلق الا أرضاً واحدة فقط..
ولكي نصل الى هده الحقيقة
فلننظر الى جملة من الآيات وأولهن الآية التي استدلوا بها في سورة الطلاق:
(الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما).
فالآية تعني ان الله خلق ارضاً واحدة مثل ما خلق سبع سماوات ، اي مثلهن في طريقة الخلق وليس مثلهن في التعدد والا لقال: ( ومن الاراضين سبع مثلهن).
والاشارة الربانية في قوله تعالى ( ومن الارض مثلهن) تؤكد ماذهبنا اليه فلو ان المقصود تعدد الاراضين لقال الله ( ومن الاراضين سبع مثلهن) ولكن صيغة الجمع معدومة في كلمة الارض في الآية ، ومتعددة في السماوات في نفس الاية وحتى في لفظ العدد ( سبع) ذكر مع السماوات ولم يذكر مع الارض ، وهي اشارة قوية لواحدية الارض وعدم تعددها.
وكذلك قوله تعالى:
(وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون)الانعمام3
اذ لو كانت الارض سبع اراضين لجمعها الله في هذه الآية كما جمع السماوات لكنه جعل الارض مفردة والسماوات متعددة.
والذين يقولون بان الاراضين سبع فقد جعلوا الله يتواجد في السماوات السبع وفي ارض واحدة فقط ولا يتواجد في ست اراضين الباقية وفق تفسيرهم السقيم وفهمهم القاصر لمعنى الآية تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
كما ان القران الكريم قد قطع علينا الشك باليقين حين ذكر الارض بالمفرد في القران الكريم 20 مرةً ليثبت واحديتها ، وذكر السماوات في القران الكريم بصيغة الجمع 20 مرةً ليثبت تعددها وهذا دليل واضح على ان السماوات متعددة والارض مفردة.
وليس بعد هدا البيان الواضح بيان.
والله اعلم بالصواب.. واليه المرجع المئاب.
