متى أكون مدافعاً عن القائد حتى بفدية برأسي

الناشط الحقوقي.أسعد أبو الخطاب
في زمن تتلاطم فيه الأمواج السياسية وتتضارب فيه المصالح الشخصية، قد يتساءل الكثيرون: متى أكون مدافعًا عن القائد حتى بفدية برأسي؟
الجواب ليس بسيطًا، لكنه واضح في جوهره٬ سأدافع عن القائد حين يحترم المناضل، يعالج الجريح، ويزور أو يكلف من يزور أهل الشهيد.
المناضلون هم من حملوا هموم الوطن على أكتافهم وضحوا بكل شيء من أجل حريته وكرامته.
احترام المناضل هو أول خطوة نحو بناء مجتمع يعترف بالجهود التي بُذلت من أجل استقلاله وتقدمه.
القائد الذي يعترف بتضحيات المناضلين ويقدرها، هو قائد يستحق الاحترام والدعم.
أما الجرحى، فهم شهداء أحياء، عاشوا لحظات الموت وما زالوا يحملون آثارها في أجسادهم.
علاج الجرحى ليس مجرد واجب طبي، بل هو تقدير لتضحياتهم وتأكيد على أن الوطن لا ينسى أبنائه الذين دفعوا أغلى ما يملكون من أجل عزته وكرامته.
القائد الذي يبذل كل جهد لعلاج الجرحى وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية هو قائد يستحق أن ندافع عنه بكل ما نملك.
وأخيرًا، زيارة أهل الشهيد أو تكليف من يقوم بهذه الزيارة هو تعبير عن الوفاء والاعتراف بالجميل.
الشهيد قدم حياته من أجل الوطن، وأهله فقدوا أعز ما لديهم.
زيارة أهل الشهيد هي رسالة بأن تضحياتهم لم تذهب سدى، وأن الوطن يقدرهم ويحترمهم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا” (رواه الترمذي).
وهذا الحديث النبوي الشريف يوضح أهمية التقدير والاحترام لكل فرد في المجتمع، خاصة لمن قدموا أرواحهم وحياتهم من أجل الوطن.
عندما أرى قائدًا يحترم المناضلين، يعالج الجرحى، ويزور أو يكلف من يزور أهل الشهداء، أرى فيه رمزًا للوفاء والتضحية، وأجد فيه ما يستحق أن أدافع عنه حتى بفدية برأسي.
لأن القائد الذي يقوم بهذه الأعمال هو قائد يعرف قيمة الإنسان ويقدر تضحياته، وهو ما نحتاجه لبناء وطن قوي ومتماسك.
في الختام، أقول لكل القادة: كسبتم احترام الشعب ودعمه عندما تقدرون تضحيات مناضليه وجنوده.
وعندما تفعلون ذلك، سنكون جميعًا مستعدين للدفاع عنكم بكل ما نملك، لأنكم أثبتم أنكم تستحقون القيادة والاحترام.