الصراع نتيجة حتمية في المجتمع شبه المثقف أو النصف مثقف .
عدن توداي:
بقلم / أحمد السيد عيدروس
لو تتبعنا سير الصراعات التي نشبت في دول العالم الثالث في الحقبة الأخيرة والتي نتج عنها حروب أهلية دامية
سنجد أن قلة الوعي الجمعي التي هي انعكاس للثقافة الشخصية لكل فرد والتي كانت غالباً ثقافة القبيلة أو ما قبل الدولة و الكيان السياسي الواحد
( ثقافة الولاء للقبيلة والسلطة فيها للأسرة الأقوى )
هذه الثقافة تقدس الرابط الجيني البيولوجي على الرابط السياسي الوطني ،
وهذا القى بظلاله على الدول الناشئة فالفرد في دول العالم الثالث لم يقبل عقله الباطن بذوبان القبيلة في الدولة مع أنه قبل بها ظاهرياً كثقافة طارئة على الوعي والثقافة الأصلية ،
وظل هذا الفرد يحتفظ بالولاء للقبيلة والعرق والمنطقة
و عند أول تعثر للدولة لا يقوم هذا الفرد بواجبه الوطني تجاه دولته فهو أساساً لديه إلتباس في ماهو الوطن ؟؟
هل الوطن هو الدولة السياسية أم القبيلة العرقية
هذه الثقافة الناقصة للفرد شبه المثقف أو نصف المثقف تجعل منه فرد سلبي فلا يقوم بترميم الصدوع التي تظهر على الجدار الوطني الواحد لتستقيم دولته بل إن ثقافته الناقصة عن قيمة الدولة وأهميتها تجعله يسارع للأصطفاف مع الأفراد الذين يملكون نفس الفكرة عن الدولة وهي أن الدولة مجرد سفينة تشق البحر وتسافر بنا إلى محطات من المستقبل وقد نبدل سفينة أخرى في الرحلة فكل سفينة مصيرها هو قاع المحيط و لكنَّ القبيلة هي قارب النجاة الذي على جنبات كل السفن ويجب أن نكون قريبين منه و أن نحميه و أن نستعد للقفز على متنه عندما تبدأ سفينة الوطن بالتوقف و تتسرب المياه إليها موشكة على الغرق في قاع المحيط ،
وهنا ندرك أن قلة الوعي والثقافة الناقصة عن قيمة الوطن هي من تنتج هذا التصور ،
قد تكون القبيلة قارب نجاة لكنها لن تحمل أحلام سفينة الوطن الكبيرة .
كتبه احمد السيد عيدروس