شر البلية ما يضحك: لماذا العاصمة عدن كبش الفداء لباقي المحافظات؟

أسعد أبو الخطاب
“شر البلية ما يضحك”؛ هذا المثل الشعبي يتردد في أذهاننا كلما نظرنا إلى الواقع الصعب الذي تعيشه العاصمة عدن.
في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها، أصبحت العاصمة عدن تُعامل كما لو كانت كبش الفداء لباقي المحافظات، متحملةً عبء الأزمات والمشكلات بشكل غير عادل.
العاصمة عدن والتحديات المتكررة:
تواجه العاصمة عدن سلسلة متواصلة من الأزمات، بدءًا من النزاعات السياسية وصولًا إلى الأزمات الاقتصادية والمعيشية.
الأوضاع الأمنية غير المستقرة، وانقطاع الخدمات الأساسية، وارتفاع معدلات البطالة، كلها مشكلات أصبحت السمة الأساسية لحياة سكان المدينة.
كلما ظهرت أزمة في البلاد، تبدو العاصمة عدن وكأنها المحطة الأولى التي تتأثر بها، مما يطرح تساؤلات حول السبب وراء هذا الوضع.
التوزيع غير العادل للموارد:
إحدى الأسباب الرئيسية التي تجعل عدن تعاني بشكل خاص هي التوزيع غير العادل للموارد.
فبينما تتمتع بعض المحافظات بدعم أكبر وبنية تحتية أفضل، تجد العاصمة عدن نفسها مضطرة للتعامل مع نقص حاد في الموارد والخدمات.
هذا الوضع يؤدي إلى تفاقم المشكلات ويزيد من معاناة السكان المحليين.
البعد السياسي:
السياسة تلعب دورًا كبيرًا في جعل عدن كبش الفداء.
الصراعات السياسية بين الأطراف المختلفة تجعل المدينة ساحة لتصفية الحسابات وتبادل الاتهامات.
الأطراف المتصارعة تستخدم العاصمة عدن كوسيلة للضغط وتحقيق المكاسب السياسية، دون النظر إلى تأثير ذلك على حياة المواطنين.
السعي للاستقرار:
رغم التحديات الكبيرة، يظل سكان عدن متمسكين بالأمل ويسعون جاهدين لتحقيق الاستقرار في مدينتهم.
المبادرات المحلية والمشاريع التنموية الصغيرة تُظهر روح الصمود والتحدي لدى أهالي المدينة.
ولكن، لتحقيق تغيير حقيقي، يجب أن يكون هناك دعم أكبر من الحكومة المركزية والمجتمع الدولي.
خاتمة:
العاصمة عدن ليست مجرد مدينة، بل هي رمز للصمود والتحدي. ومع ذلك، لا يمكن أن تتحمل وحدها كل الأزمات والمشكلات.
يجب أن يكون هناك توزيع عادل للموارد، ودعم سياسي واجتماعي حقيقي، لضمان أن تتجاوز العاصمة عدن هذه المرحلة الصعبة.
“شر البلية ما يضحك”، ولكن الأمل يظل قائماً في أن يتغير الوضع وأن تعود عدن لتكون كما كانت دائمًا، جوهرة اليمن وأملها.