جلسة ودية وشريط ذكريات شيق مع الزعيم السياسي الجنوبي الحر محمد علي احمد .. تابعونا

(عدن توداي)
كتب / علي منصور مقراط
التقيت يوم امس الجمعة السادس من يونيو الجاري ٢٠٢٤م الاخ العزيز والصديق المناضل محمد علي احمد ومعي الأخوين العزيزين الشيخ ناصر المنصري الأمين العام لملتقى أبين الجامع والعميد محسن احمد مقبل الغزالي القطيبي وفي شقته بحي العجوزة بالعاصمة المصرية القاهرة استقبلنا بن علي ومعه الاخ العزيز والصديق علي الدرب وصادق. وطوال ثلاث ساعات ونصف دار حدث شيق ونقاش جميل ذو شجون عن أوضاع البلاد والعباد وكعادته ابو سند يتحدث دون تحفظ أو تجاوز للمسميات ولا يشعرك بالملل وهو يسرد تفاصيل جزئية لبعض المراحل والمنعطفات الوطنية وهي تاريخية عاش احداثها وكان شاهد عيان على وقائعها في دولة الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا أو دولة الوحدة
لعل أهم ما دار من نقاش عن اتخاذه القرار التاريخي في حرب اجتياح الجنوب العام ٩٤م وكيف تحول إلى مقاتل مع خصومه في الامس . فقال .. حين اشتدت الأزمة بين موحدي اليمن .قابلت الرئيس علي عبدالله صالح وقدمت له افكار اخرى غير اجتياح الجنوب. فقال مازال الثار باقياً ويقصد حرب عامي ٧٢و٧٩م التي هزم فيها الجنوب الشمال. قلت له أنا كنت أحد قيادات هذه المعارك . باختصار عرفت أنه ينوي تركيع الجنوب . فقررت من الساعة نفسها مواجهته رغم عرضه مناصب وأموال . غادرت صنعاء ولاحقاً تواصل معي علي البيض وقال سيصدر قرار تعيينك محافظ ابين وقلت ليس وقت مناصب الأمر كيف نواجه الحرب . واليوم التالي صدر قرار تعييني محافظ ابين اتصل بي صالح محاولا اعلان عدم قبولي ولم اوافق . تواصل معي عدد من القيادات بينهم صالح بن حسينون والتقيت الدكتور شائع محسن وزير الخارجية حاليا وتم ترتيب عودتي إلى عدن وصلت مطار عدن الدولي وهناك معظم المسؤولين كانوا في استقبالي بمطار عدن الدولي . على رأسهم اللواء هيثم قاسم وزير الدفاع حينها وصالح السييلي محافظ عدن واخرين . وشنت الحرب المتوقعة والشاملة علينا وقاتلنا حتى آخر يوم ١٩٩٤/٧/٧م وغادرنا بواسطة سفينة
ومن الخارج كانت مواقفنا مع شعبنا الجنوبي ولاحقاً شكلنا المؤتمر الوطني لشعب الجنوب واخترنا دخول مؤتمر الحوار الوطني الشامل ورفعنا علم الدولة في صنعاء وقدمنا مشروعنا أمام قنوات العالم وحضور ممثلي الأمم المتحدة والدول العشر .وحين شعرنا بالالتفاف على خياراتنا انسحبنا
. وكنت بعدها أقول إن النية العودة لاجتياح الجنوب ثانية. رغم أن هناك كانت تفاهمات مع الحوثيين نكثوها ..
وحين سألته عن توقعاته للمشهد الراهن . قال السيناريو الخارجي الكبير معد من سنوات طويلة لتدمير الدول العربية. تحت عنوان الربيع العربي. وبالفعل تم تنفيذه على سوريا وليبيا واليمن والسودان وقبل العراق ولبنان.
لكنه استدرك قائلا : ملف التسوية السياسية في اليمن جاهز وقريبا ستحدث المفاجأت .
أتدخل هنا كاتب السطور وبعد توديعنا لابو سند كانت الانباء الواردة عبر وسائل الإعلام تفيد عن توجه لرفع العقوبات عن اولاد الرئيس السابق الراحل علي عبدالله صالح وعلى رأسهم احمد علي عبدالله صالح
. هناك في سياق حديثه ذكر عن جهود بذلت من الرئيس علي ناصر وحيدر العطاس وكنت حاضرا وصالح عبيد وعلي منصر ولطفي شطارة على مستوى الخارج لكنها فشلت بعدم اقتناعنا بإصدار بيان يتم كتابته أثناء الحرب . وكشف عن عرض قدم له شخصياً لاحقا وصل ممثلي بعض الدول وعرضوا عليه نائب رئيس ولم يوافق ونحتفظ باسم الرئيس المقترح ووزير الدفاع ووالخ .
انتقل الحديث وشريط الذكريات عن سنوات العمل والبناء في محافظة أبين.. كيف استطاع تحويل زنجبار عاصمة أبين إلى قبلة الزائرين من أنحاء محافظات الجنوب . فأكد أن هذه التجربة كانت مليئة بالافكار والمقترحات والتخطيط الاستراتيجي وهي بمثابة معركة فاصلة لعملية التنمية.. وكنت مأمور مديرية لودر. ثم عينت محافظ ابين. وكانت اقوى علاقة تربطني بالرئيس سالمين وذات يوم مع سيول الأمطار وصل أبين وقال سنذهب نتفقد السيول وأشوف جربة والدتي وانطلقنا من زنجبار وكنت اقود السيارة وبعد عودتنا من باتيس لاحظ بعد المطر مجموعة من التجمع في حلمة سألني من هؤلاء قلت هؤلاء اجانب يتدربون في حبيل برق ويعودون السكن في قرية حلمة . قال حينها يحدث هذا ولم اعرف هبت البلاد يامحمد . وشعرت أنه زعلان لكنه لن يفرط بي . وقال وصلنا الى جاعم صالح وحين قابلنا سأله الرئيس سالمين عن وجود معسكر تدريب. رد جاعم المسؤول محمد علي..ثم اتجه إلى عدن وبعد مدة سجلوا مجموعة ابتعاثهم دورة إلى ألمانيا من مختلف المحافظات منهم الاخ محمد علي القيرحي. وكنت معهم مرت السنة واضافونا عام آخر ومر العام الثاني واضافوا العام الثالث وعدنا وعينت محافظ المحافظة السادسة المهرة ويعتبر ذلك عقاب وخلفت الفقيد احمد مساعد حسين. وصلت المهرة ولم اجد غير سيارة واحدة ولاتوجد مباني حكومية غير مركز أمني . فتحت علاقة مع الروس لإحضار السفن والاسمنت والأخشاب وغيرها وتم بناء عدد من المرافق الحكومية وإحضار سيارات. وبدات الغيضة تنتعش نسبيا . لكن صدر قرار تعييني محافظ ابين ثانية . ونفذت مشاريع التنمية والسياحة ومنها ساحة الشهداء واول ملعب دولي في الجنوب واستراحة جبل خنفر وغيرها من المساكن الشعبية وكانت لدينا خطة وتخطيط لتحويل الصحراء إلى حياة ومنتزهات اقصد التي على ضفاف البحر العربي شرق زنجبار. كان هناك رجال ونساء وطلاب ومواطنين يعملون ليل نهار ومبادرات المسؤول الأول الفقيد المهندس صالح فضل الصلاحي وناصر يافعي والعروس واخرين. ونفى بن علي أن يكون الرئيس علي ناصر هو الوحيد من دعمه على تلك النهضة. بل أن علي عنتر وصالح مصلح وعلي شائع والسييلي والبطاني وغيرهم أكثر الداعمين واثني على روح الشهيد علي عنتر وصالح مصلح وقال إن الشهيد علي شائع صديقه وإن اختلفوا حيث كان محافظ شبوة .
وفي سياق حديثه تذكر دهاء عبدالرحمن الجفري وحكمته وبروزه في حرب صيف 94م كرجل دولة مرن وترحم على ادوار الفقيد الصريمة ودعمه في تلك الحرب دفاعا عن الكرامة والسيادة .ولم ينسى محمد صالح مطيع وسعيد صالح سالم صالح محمد سالم جبران وغيرهم من رجال الدولة والحكومة في جنوب اليمن سابقا وقال جميعهم مخلصين وكل واحد منا حين نختلف يرى نفسه أكثر اخلاص من الاخر
ولم ندخل في ملف يناير 86م المأساوي .
تجدر الإشارة هنا أن الزعيم السياسي الجنوبي المناضل الحر محمد علي احمد يعتبر من انزه وأشرف الزعماء السياسيين ومن يصدق أن هذا الرجل التاريخي يسكن شقه متواضعة بالإيجار في مصر في الوقت الذي نرى اصغر واتفه فاسد جنوبي لديه الشقق الفاخرة وهو من أولاد الامس . محمد علي احمد يتقاضى راتب بسيط ويصله راتب شهر او شهرين بعد كل ستة اشهر والبقية يلهطها اللصوص والرعاع وهو يترفع عن ذكر ذلك بل إن هذا الحق المستحق والمكتسب قطع لسنوات طويلة. واعيد قبل فترة. وينهبون ثلثين منه كل عام ..
ابو سند رجل موقف وكما قال عنه السياسي العدني المناضل انيس حسن يحيى قبل خمسة عشر عاماً أنه لايستطيع احد أن يضع محمد علي احمد في جيبه.. ذهب اخوانه في الحروب ولم يعد يتبقى معه احد من اشقائه .
انتهى الكلام . واعتقد أن القارئ الحصيف والذكي لن يمل وسيقرأ من اول كلمة الى اخر حرف ..حتى نلتقي مع بن علي وغيره من الهامات الوطنية السامقة سلااااااااااام