عدن : ظلام دامس في ظلام سياسي .. من المسؤول ؟
عدن توداي
محمد العياشي
المظاهرة التي خرجت في شوارع عدن الليلة بسبب انطفاء الكهرباء تعبيراً واضحاً عن غضب وإحباط سكان المدينة من انقطاع التيار الكهربائي المستمر. وقد هتف المتظاهرون بشعارات تندد بالمجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية، متهمين إياهم بالفشل في توفير الخدمات الأساسية لسكان المدينة.
وتأتي هذه الاحتجاجات في الوقت الذي تواجه فيه عدن أزمة كهرباء حادة، مع انقطاعات يومية طويلة الأمد المتزامنه مع فصل الصيف الحار وقد أدى ذلك إلى تفاقم الظروف المعيشية للسكان، الذين يكافحون بالفعل مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
وهذه ليست المرة الأولى التي ينظم فيها سكان عدن احتجاجات على انقطاع التيار الكهربائي. في السنوات الأخيرة، كانت هناك العديد من الاحتجاجات المماثلة، لكن لم تؤد أي منها إلى تحسين كبير في الوضع.
وتعد أزمة الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن مثالاً على التحديات العديدة التي تواجه اليمن في أعقاب انقلاب مليشيات الحوثي الارهابية المصنفة دوليا عام 2014م .
لقد دمرت جماعة الحوث البنية التحتية في البلاد، بما في ذلك شبكة الكهرباء، مما جعل من الصعب على الحكومة توفير خدمات موثوقة لسكانها.
بالإضافة إلى ذلك، تفاقمت أزمة الكهرباء بسبب الفساد وسوء الإدارة. وغالبًا ما يتم تحويل الأموال المخصصة لقطاع الطاقة إلى جيوب الأفراد الفاسدين، مما يؤدي إلى نقص الاستثمار في البنية التحتية والصيانة.
إن احتجاجات عدن الليلة هي تذكير واضح بالحاجة الملحة لحل أزمة الكهرباء في اليمن. ويجب على الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي العمل معًا لإيجاد حل مستدام لهذه المشكلة. ويجب عليهم أيضًا معالجة أوجه القصور في قطاع الطاقة، مثل الفساد وسوء الإدارة، لضمان عدم تكرار هذه الأزمة في المستقبل.