من القصص الواقعية.. نوّارة (٩) الفقر .. كافر

عدن توداي:
يكتبها / حسين السليماني الحنشي
استمر الجوع يطحن البطون، ووصل العجز بالناس في كل شي، حتى أنهم لايستطيعون دفن الموتى.
كانت الناس لا تأوي إلى البيوت فهي خالية، تجدهم تحت الأشجار والبعض لا يبتعد عن أماكن المياه ، كانت الخطوات ركيكة والاجسام عارية، والبطون خاوية.
تجد البعض يأن وتسمع أصواتهم الركيكة تصيح بشق الأنفس بآلام الجوع الشديدة، وتراهم يموتون أمامك من الجوع …
فمن مات سحبوه قليلا من بيته ودفنوه على ظهر الأرض؛ لأن قواهم صابها ذوبان الجوع والفاقة، فلا يستطيعون حفر القبور بالشكل المطلوب…
فإذا وجدت منزلاً ودخلته فلا تجد به شيئ من أثاث أو طعام أو حتى أهله. إنها أيام صعبة نعم [الجوع كافر] وبعد إنتشار الموت في الناس وطلب البعض من الأعيان من الدولة آنذاك التدخل والمساعدة .
هنا تدخلت الدولة(السلطنة) في حضرموت , بمساعدة السكان بمادة (الشربة من حبوب القمح)
فقد قررت السلطات في حضرموت المجاورة لشبوة، إطعام الناس معلقة واحدة فقط من الشربة للإناث والأطفال، ومعلقتين للذكور في اليوم مرة واحدة. وهذا التقسيم بزيادة الرجال؛ حتى يستطعون البحث عن الطعام أو أي شيء…
كانت الناس تمر بحالة يرثى لها…
استفاد من هذه المساعدة عائلة ـ نوّارة ـ وطال مكوثهم ؛ لانهم وجدوا المساعدة حتى وإن كانت حقيرة !
حتى جاءت أخبار بأن بلدة من البلدات بها مراعي بسيطة فعدنا ووجدنا الماء قليل لكن استقرينا بالقرب من أوطاننا مايقارب العام بكل صعوبة، فلم نجد كما أخبرونا أن حليب الإبل والغنم كثير، فظننا اننا سوف نسعد بتلك الرحلة والمراعي، لكن كانت أيادي المالكين للإبل شحيحة بل قد وصل الأمر إلى الإقتتال بالخناجر…
نعم، الجوع كافر فلم يبقي لنا عيال ولا أرض ولا ديار عامرة بالإفراج، ونحن نعيش هذه الأزمة نتذكر حظ نوّارة….
وللقصة بقية.