مشاهد مدهشة ومؤثرة من أكبر تشييع لجثمان نجل محافظ لحج الفقيد شائع أحمد تركي

(عدن توداي)

كتب / علي منصور مقراط

كنت اليوم الاربعاء ٢٤ ابريل ٢٠٢٤م ومن الصباح مهيئاً للمشاركة في مراسيم تشييع فقيدنا الغالي شائع نجل العزيز والصديق اللواء أحمد عبدالله تركي محافظ لحج تاركاً الارتباط باي عمل أو برنامج آخر .. خرجت العاشرة صباحا لملاقاة الاخوين اللواء أحمد البصر والعميد فضل طهشه ، ومن خط تعز صعدت معهما إلى مكان التجمعات مدخل المدينة الخضراء والاخر الفيوش وهناك تجمعت البشر وتوافدت من كل حدب وصوب .وبينما كنا منتظرين وصول الجثمان التقيت الأخ العزيز بديع القطيبي مدير عام النقل بمحافظة لحج والمدير السابق الشهير لمديرية حييل جبر .
فضلت الانتقال من اصحابي وصعدت سيارته ، انطلق الموكب الجنائزي الكبير والمهيب بالمئات من السيارات صوب دار السنة بالفيوش.. للصلاة على روح الفقيد..
حقيقة اندهشت من الحضور الذي يمكن وصفهم بالالاف . حين دخلت جامع دار السنة قبل اقامة صلاة الظهر وصلاة الجنازة تمنيت أن أشق طريقي إلى المقدمة . صحيح هو أعتقد أكبر دار وبداخله كما عرفت صالة أخرى . كنت اتمنى الوصول للسلام على المحافظ تركي واعز الاصدقاء الشرفاء الفريقين محمود الصبيحي وفيصل رجب واحمد المجيدي. لكن دون جدوى . لاحظت وسط تلك الكتل البشرية شباب سنيين هادئين يمنيين وعرب ووالخ أدوا الصلاة معنا . وانطلقنا إلى القبر وسط جو شديد الحرارة مرت بجوارنا سيارة الفريق محمود الصبيحي ومازالت زجاجاتها منقشة بالرصاص تذكرت واقعة الكمين الذي تعرض له في المعجلة بمحفد ابين أثناء الحرب التي قادها ضد تنظيم القاعدة وكنت متواجدا مرافق اعلامي معه .
عموماً نترك هذه الذكريات لتناولات قادمة ونعود إلى مشهد الدفن الذي تركنا السيارات بعيدة وسرنا على الأقدام إلى فوق القبر ووري جثمان الشاب شائع الثرى وسط حزن عميق خيم على المشاركين فقد كان رحمة الله تغشاه رجل متميز وذكي ومتواضع سيحزن من عرفه عن قرب . لكن هذه مشيئة الله كلنا ذاهبون من على ظهر الدنيا الفانية إلى دار البقاء الأبدي..
غادرنا المقبرة مع جموع الناس إلى السيارة ومعي أحد المرافقين وكان مفتاحها معنا ولم ياتي الأخ بديع تأخر فاتجهنا بالسيارة إلى المقبرة بعد أن خف الأزدحام نسبيا والى جوار قبر شائع رأيت بديع والاخ حاميم الحوشبي يحملون بالبالديات الحصى إلى فوق القبر وآخرين يرشون . حتى استكملت عملية الدفن فغادرنا المكان وامامنا ارتال من السيارات..
تناولنا الغداء في احدى المطاعم واخذنا القات وعدنا إلى مجلس المحافظ. وسلمنا عليه مجدداً كان المكان مع المساحات مزدحم بالمعزيين مع أن مجلس العزاء سيقام غدا في قاعة عدن مول كريتر . لكن ومنذ خبر وفاة الولد شائع ذهبت الناس لمشاركته الحزن وتقديم واجب العزاء.. ورغم المصاب الجلل لكنه إبا شائع رجل مؤمن ظهر متماسكأ وبرباطة جأش .

الخلاصة من السرد السريع لتفاصيل التشييع . أن أهم المشاهد التي رأيتها أن تلك الجموع جات من جميع المناطق والمحافظات المحررة. ولفت انتباهي أن القوى السياسية والاجتماعية بكل توجهاتها كانت حاضرة وابرز ذلك قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بارفع هيئاته ليس على مستوى محافظة لحج. بل ارفع مسؤول فيه داخل البلاد كان حاضراً وهو الأخ العزيز علي الكثيري رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي القائم بأعمال رئيس المجلس واعضاء هيئة الرئاسة ووزراء الانتقالي.. هذه الخطوة تعبر عن القيم الاخلاقية والانسانية الإيجابية التي ظهر بها الأخوة في الانتقالي في هذا الحدث ..
بقي توجيه التحية كل التحية إلى الأخ العزيز المناضل أحمد عبدالله تركي محافظ لحج على هذا الحب والتقدير الذي جسده الناس له بهذه المشاركة والتحية مضاعفة لابا شائع على صلابته وتحمله طوال ايام كل الأزدحام واستقبال المعزيين بمعنوياته المعهودة .رحم الله فقيدنا العزيز شائع أحمد تركي واسكنه الفردوس الاعلى من الجنة وألهم الجميع الصبر والسلوان وانالله وأنا إليه راجعون