الدكتور أنور الصوفي وبيع مكتبته
عدن توداي:
بقلم: د. فوزي النخعي
لقد تابعت كغيري من القراء، وقرأت مقالات عدة بهذا الخصوص، ورأيت الكثير من الاستعطاف والاستجداء من خلال تلك المقالات المنشورة، ورأيت البعض يعلن تضامنه مع الدكتور الصوفي، لكن على ماذا يتضامنون معه، على ماذا لست أدري؟!
الدكتور أنور الصوفي هو الاستاذ المساعد بكلية التربية لودر جامعة أبين، لا أظن أنه الوحيد من بين الأكاديميين الذين طحنتهم الحاجة، ولاسيما ونحن في هذه الظروف المحيطة، فالسؤال الذي يطرح نفسه لماذا كل تلك المقالات وتلك الكتابات التي تقف مع الدكتور أنور الصوفي، بينما هنالك المئات من الأكاديميين وحاملي شهادات الدكتوراه، يعيشون ظروفاً أشد صعوبة. أشد قسوة من الدكتور أنور الصوفي؟! ومع حبي وتقديري للدكتور أنور الصوفي، وبينما قرأت مقالات عدة له هو من كتبها كان يمدح ويمجد فيها أشخاصاً ليسوا أهلاً لكل تلك الكلمات والعبارات التي خطها قلمه، والذي كنت أتمنى أن تكون تلك الكلمات والعبارات في وصف وضع وحال الكثير من الأكاديميين من هم أشد حالاً منه..
أنني هنا لست ضد الدكتور الصوفي، ولست أعرف وضعه المادي أو المعيشي بالضبط، ولكنني على ثقة أن ثمة أكاديميين هم أسواء حالاً منه، ومع هذا لم أسمع أن أحداً منهم عرض مكتبته للبيع، أو أنه سمح لأحد أن يكتب عنه مقالاً يحكي حالته المعيشة، على الرغم أنهم يحملون شهادة الأستاذية، وبعضهم درجة الاستاذ المشارك، وليسوا كحال الدكتور أنور الصوفي الذي بالأمس القريب حصل على لقب أستاذ مساعد، وناقش الدكتوراه قبل مدة قصيرة..
إنني هنا أتساءل لماذا كل هذا الحشد؟
هل وراء كل هذا الحشد سراً لا نعلمه؟
وهل الدكتور أنور عنده سر أكبر من وضع كثيرين من الأكاديميين، الذين فعلاً يستحقون أن يعرضون مكاتباتهم للبيع لشدة حاجتهم، ومع هذا لم يفعلوا؟!
إذن لماذا وصل الحال بالدكتور أنور إلى أن يعرض مكتبته للبيع؟ وهو قد يكون أيسر حالاً من جهابذة في العلم وممن شابت لحاهم في التدرج في العلم الأكاديمي.
وفي الأخير هي وقفة:
أقول فيها إن منزلة العلم عظيمة ورفيعة وعالية يجب الصبر والاحتساب، وليست للنشر هنا وهناك، كي يقرأ من لا يقدر العلم، ويظن أن كل الأكاديميين على نفس المنوال، أنني هنا ادافع عن كرامة كل الأكاديميين سواء أكان الدكتور أنور الصوفي أم غيره، انطلاقاً من قدسية وشرف هذه المهنة السامية، وإني أربو بالدكتور أنور الصوفي أن يترفع عن مثل هذه الحالات ويقف شامخاً كغيره من زملاء الدرب، ورفقاء القلم والعلم، في هذا المجال العظيم، وهذه الرسالة السامية.
ودمتم سالمين ..