القيادة الكارزمية..قراءة في شخصية القائد الدكتور وحيد الحوشبي
عدن توداي/خاص
إن مصطلح القيادة الكارزمية أطلقه “ماكس فيبر” ويعني القيادة الملهمة أو القيادة الجذابة أو الموهوبة أو الآسرة، التي تتمتع بمزايا خاصة واستثنائية، تمكنها من تغيير أوضاع الأمة أو التأثير في محطيها ومعالجة أوضاعه، ومع أننا لانمضي بشكل متطابق مع هذا المصطلح ولاسيما ما يخص الصفات والمزايا التي يراها هذا الاتجاه بأنها ذاتية وليست مكتسبة لأننا نراها تجمع بين الأمرين، فمن جهة هي ذاتية خاصة ومن جهة أخری هي مكتسبة نتيجةً للتربية والتدريب والمراس، مع أننا لانمضي معه تماما إلا أننا سنقدم قراءةً في شخصية رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي في محافظة لحج القائد الدكتور وحيد فضل الحوشبي وفق مفهوم القيادة الكارزمية.
أما إذا تحدثنا عن تجربة القيادة الميدانية الفعلية التي شاهدها ابناء الوطن وعاشوها بكل تفاصيلها، فنجدها متجسدة في شخصية الدكتور وحيد، حيث أثمرت قيادته المحكمة والحكيمة والمحنكة ومنذ فترة وجيزة في تحقيق الكثير من المكاسب الوطنية والثورية الكبيرة، هذه الشخصية التي تخرجت من مدرسة الحواشب القيادية تجسد قولا وفعلا مقولة نحن جنود من أجل الوطن وخدام للمواطنين، فنجده دوما خدوما للناس مدافعا عنهم مجسدا بذلك أسمى وأرقى الأعمال وأقدسها.
يمثل الدكتور وحيد الحوشبي، مثالا حيا لذلك المناضل الشجاع والمقدام، ناهيك عن كونه صاحب مدرسة أدبية سياسية اجتمعت بصفتها الإنسانية على عشق الأرض والهوية والقضية والحرية، لتجسد لوحة وطنية جنوبية تحاكي الأرض والإنسان، كما يعتبر ظاهرة سياسية وثورية جنوبية استطاعت ان تصل بصوتها ورسالتها قضية الجنوب للعالمية ضمن رؤية لاتقبل الاحتواء ولا الانحياز بل هدفه الأول والأخير هو التقدم في البذل والعطاء والفداء والتضحية والإنجاز من أجل الوصول الغايات الثورية السامية في إطار الثوابت الوطنية التي ينشدها ويصبوا إليها كل المناضلين والشرفاء والاحرار.
أحدث الدكتور وحيد الحوشبي، التأثير والتغيير الإيجابي مرورا بكافة مراحل الثورة والقضية، واعطى زخما منقطع النظير وأحدث حراكا فاعلا، لتصنع خطواته تلك حضارة سياسية إنسانية ضمن واحدية الهدف لتخترق نجاحاته كل الحواجز وتصل بقضية الشعب لكافة أرجاء المعمورة.
الدكتور وحيد الحوشبي، اسم ارتبط على الدوام بالثورة والقضية والإنسان الجنوبي، واستطاع ان يظل محفورا في ذاكرة الجنوبيين وأحرار ومثقفي العالم، كما استطاع ان يوصل الرسالة الثورية الجنوبية يعيد للأرض والإنسان الحرية والعودة وتقرير المصير والاستقلال.
كما يعتبر الدكتور وحيد الحوشبي، احد المحاضن التربوية ومن المربين الخلصاء والمجاهدين النجباء والناشطين الحقوقيين البارزين ومن الموجهين والمرشدين الملذوعين، ومن القادة السياسيين والميدانيين الاستثنائيين الأفذاذ الذين اسهموا ولايزالوا في تزكية النفوس تربية وتوجيه وتنظيم شباب الأمة وتوعيتهم والرفع من معنوياتهم، فهو من الشخصيات النادرة التي قلما تنجب الأرض أمثالهم.
ومن هذا الوعي القيادي المنقطع النظير والفهم الصحيح لمجريات الأمور وإدراك الواقع بحكمة وبصيرة ثاقبة وخطى ثابتة، أنطلق الدكتور وحيد الحوشبي بروح وثابة ليصبح الأنموذج القيادي الأرقى والمتفرد في تأريخ الوطن المعاصر من ناحية مساندة الحق ومقارعة الباطل ونصرة المستضعفين، متسلحا بالقيم والمبادئ السامية التي لايحملها إلا الرجال في موقع قمم الرجولة ذات القيمة العليا التي تختار المسارات الصعبة التي يؤمن صاحبها بوعد الله وميثاقه متجشما المشقة والعناء والمصاعب بصبر وتجلد وعشق للبذل والعطاء والفداء والتضحية، ولو دققنا في خطواته القيادية لوجدناها كالآتي:-
1- الحضور الميداني: لا يكتفي القائد وحيد الحوشبي بالتخطيط والدعم والمتابعة وتنظيم الأنشطة، بل يحضر بنفسه في كل الفعاليات الوطنية والثورية ويتقدم الجميع، ويحثهم ويشجعهم ويتحدث بلهجة المنتصر، وهذا نابع من تسليمٍ وإيمان وثبات يشخصه كل من يتعامل معه.
2- للدكتور وحيد الحوشبي، قدرة عجيبة علی تنظيم الفعاليات والأنشطة وإنجاحها وغرس قيم ومبادئ الحرية في نفوس ووجدان أبناء الشعب، وذلك عن طريق تغذية رجال المناطق بروح المقاومة أولا، ثم أن الدكتور يستشرف المستقبل، فهو يسعی أن يكون لكل مديرية مجلس أعلى للحراك خاص بها، من أهلها وسكانها، وهذا ما نزع الصبغة المناطقية والفئوية عن المجلس وجعله تجربة فريدةً من نوعها.
3- يتعامل الدكتور وحيد مع الجميع تحت مسمی واحد وهو الوطن، لذا خلق موازنة عجيبة في سلوكه القيادي، إذ لايفرق بين مواطن وآخر، وفي الوقت نفسه لم يتخل لحظةً عن هويته وعقيدته، وبدأ ذلك واضحا في خطاباته وخطواته وتحركاته وتطبيقاته العملية بدءاً من إعلان انطلاق الحركة الثورية حتی إعلان النصر إن شاء الله.
4- أدركت عقلية الدكتور وحيد ضرورة العمل الفكري المصاحب للعمل الميداني، وقد أولی ذلك أهمية كبيرة وكان يتابع ذلك بنفسه في كل المديريات.
5- أدركت عقلية الدكتور وحيد الحوشبي القيادية أن الاهتمام بعوائل شهداء الوطن والمناضلين من أهم الأمور التي تديم الزخم الوطني، وتربي الجيل الجديد من الأبناء علی حب الوطن والتضحية من أجله، لذا نجده يهتم كثيرا بهذا الأمر، ولم يكن اهتمامه ماديا وحسب، بل كان يهتم بمتابعة المستوی التعليمي لأبناء هذه الفئة، وكذلك يهتم بالجرحى والمصابين والمعاقين في الحرب، ويقدم لهم كل الوسائل الممكنة لمعالجتهم وتعويضهم نفسيا ومعنويا.
6- برزت في شخصية الدكتور وحيد الحوشبي القيادية موازنة فريدة، وهي الموازنة بين حزمه وحسمه في الواقع العملي الميداني، وإنسانيته المفرطة، ودمعته القريبة، وقلبه العطوف والحنون علی جميع أبناء الوطن، فنجده يتلمس همومهم وأوجاعهم ومعاناتهم بنفسه، ويتألم من أجلهم، ويذرف الدموع عليهم، وهذا واضح وموثق.
7- شخصت عقلية الدكتور وحيد الحوشبي القيادية ضرورة حماية البيئة وحياة الإنسان والحفاظ على المحاصيل الزراعية من عمليات الاستهداف والإتلاف.
8- من سمات شخصية الدكتور وحيد القيادية أنه ترابي الهوية والسلوك، لذا كان بعيدا عن الكاميرا، يعمل أكثر مما يتكلم، يعد وينفذ، متواضعا، خلوقا، ناكرا لذاته، سمح الوجه، ذو عقلية ناضجة ومنظمة جدا، تهتم بالتفاصيل الدقيقة كما تهتم بالقضايا الكبيرة.
9- شخصية الدكتور وحيد القيادية لاتنسی الدور التربوي في خطابها وعملها، فتجده يبث في الجميع الفكر والإيمان ويحثهم علی الخلق الرفيع الذي يحافظ علی الصدق والأمانة والتضحية في سبيل القيم والمبادئ الوطنية المثلى، يحترم الكبير والصغير، ويقدم الحفاظ علی حياة الناس علی أي شيء آخر.
10- للدكتور وحيد الحوشبي، قدرة فريدة علی تذويب الفجوات وتحجيم المسافات، انعكست هذه القدرة علی المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي وتشكيلاته، فلا يعترف بالحواجز المناطقية أو القومية أو الطائفية، وفرادة قدرته متأتية من إمكانية تجسيده ذلك علی أرض الواقع.
11- شغلت الأم اللحجية والمرأة الجنوبية حيزا كبيرا من عقلية الدكتور القيادية، لذا بذل جهودا جبارة في حماية سيدات الوطن وحرائره، ومتابعة احتياجاتهم، وهذا ما جعل له حضورا طاغيا لدی الناس.
كانت هذه أبرز الخصائص القيادية في شخصية الدكتور وحيد فضل الحوشبي.