بوركت يامن كنت لوحدك خير الأجناد

عدن توداي
بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
شاهدت قبل بضعة أيام عبر وسائل التواصل الاجتماعي بائع برتقال ، يفترش الشارع ، وعندما راى شاحنات الإغاثة تتجه نحو غزة قام برمي مالديه من البرتقال – بشكل عفوي – على متن الشاحنات ، وكأني به يصرخ قائلا : احملوا معكم هذه البرتقالات لأحبابنا في غزة ، فلكم تألمت وأنا أرى هذا المواطن الصعيدي البسيط يجود بما ملكت يداه ، وهو لربما كان في حاجة لعائد ثمن تلك البرتقالات توازي حاجة أحبابه في غزة للماء والطعام ، ولكنه جاد بهن وحسب ؛ لأنه لايستطيع الوصول إلى غزة ، وإلا لكان جاد بنفسه قبل أن يجود ببرتقالاته ، فلعمري إنه قد قدم بذلك درسا عظيما لأولي المال والجاه والنفوذ والسلطان ، وكأنه أراد أن يقول لهم : ياحكام العرب لقد بخلتم على الأحباب في غزة بالجيوش والسلاح والطعام والماء والدواء ، بل وصنعتم الحواجز المنيعة ، والأسوار الحصينة ، بيننا وبين أحبابنا في غزة ؛ لكي تقطعونا من أن نصل أرحامنا ، وتمنعوا عنهم مددنا وإسنادنا ، وتمكنوا الصهاينة من الاستفراد بأحبابنا وأهلنا وإخواننا …
شكرا لك أيها البائع الطيب لقد شكل موقفك العفوي والطبيعي تجاه اخوانك في غزة دروسا عظيمة ، وعبرا كثيرة ، وعظات لاتحصى ، للخاصة والعامة من أبناء هذه الأمة ، التي استلذ معظمها السبات على الجهاد ، والتولي على المواجهة . فلعل فيما فعلت موقفا يجسد مقولة ” خير الأجناد ” فبوركت يامن كنت لوحدك خير الأجناد ، وبارك الله لك فيما أنفقت وفيما أبقيت …