من القصص الواقعية.. الناجي [34] ( الخبر الذي لا أريد سماعه)

عدن توداي:

يرويها الكاتب / حسين السليماني الحنشي

اطمئنت على أمي وكانت ترغب بالسفر كما أخبرتني من قبل إلى (كينيا) واستقر بها الحال في العاصمة (الكينية) (نيروبي) سنة كاملة، كنت أرسل لها إيجار الشقة، التي تسكنها، فكنت أتواصل مع أصدقاء أعرفهم من قبل، سافروا إلى(كينيا) أن يجدوا لأمي سكن قريب منهم. كانت (كينيا) دولة متطورة أفضل من غيرها من دول المنطقة، بعدها رجعت أمي الى (الحبشة) من (نيروبي) ثم انتقلت الى (أديس أبابا). بعدها قررت العيش والإستقرار في العاصمة الثانية لإثيوبيا (دير داوا) وهي بلدها الأصل، وهذه المدينة مصبوغة بالعربية وأكثر سكانها مسلمون وتشتهر (بمئذنة). وهذه البلدة أهلها مشهورين بالتدين، وأمي كذلك متدينة وترغب بالعودة والعيش في بلدها الأم (دير داوا) ، ولم تكن أمي صومالية ، بل تزوجت من أبي حينما تعرّف عليها وهو يدرس العلم في (دير داوا)، فرجعت أمي إلى بلدها الأصل، فعاشت هناك حتى ماتت.

وصل خبر موتها كصاعقة علي، فحزنت كثيراً عليها، فقد كنت أحدثها أنني وخاصة بعد الإستقرار في أوروبا سوف أدخلها للعلاج والعيش معي… لكن سبقني عليها الموت كما سبقني على حبيبتي وزملائي.

وتعتبر أمي الحب الاخير الذي فقدته من هذه الدنيا…

كنت قد تحدثت معها بالفيديو المباشر، وهي مريضة، كانت تلوّح لي بكأس الماء وهي تقول: أنني بحالة أفضل ياولدي، كانت تدعوا لي بنفس الإتصال كثيراً.

بعدها تدهورت حالتها الصحية.

ولم أستطع التحدث معها بعد ذلك …

ولأن أمي متدينة فإنها رغبت بالعيش في ( دير داوا ) وهم متدينين وأهل علم بالإسلام…

فحزنت عليها حزناً شديداً؛ لأن أمي هي الإنسان الوحيد الذي يشعر بي من بين البشر ، فقد خرجت من هذه الدنيا، وتركتني وحيداً لنفسي مرة أخرى، لكن لازال الحب موصول لمن أحبهم ويبادلوني بنفس الحب، هي من ولد الأمل على أيديها في اليمن، أمي أم الشاب صاحب السيارة الشراعية…

فكنت أفكّر بعد ذلك بالخروج من إيطاليا لعلي أجد العيش الأفضل في الحال واستقر من الترحال…

 

وللقصة بقية…