<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
مقالات

د. عوض احمد العلقمي يكتب.. عجبا لأمركم أيها المنافقون !!! 2

عدن توداي

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي

سبق أن تحدثت عن هذا الموضوع في السردية الأولى ، غير أنني ارتأيت أن أبحر الليلة أيضا في مياهه العميقة عبر سردية أخرى ، لعلي أشبع شيئا من رغبات القارئ ، أو أصل إلى بعض مكامن فضوله المعرفي ، لاسيما ونحن في زمن هيمنة الإمبراطوريات الإعلامية الغربية الصليبية  الصهيونية ، التي استطاعت أن تعبث بعقول الكثير من أبناء أمتنا ، بل استطاعت أن تحرف بوصلة الأمة عن اتجاهها الصحيح (مواجهة العدو الصهيوني الذي يدنس قدسنا ومسرى نبينا ويحتل أرضنا) إلى إخواننا المسلمين ، الذين يلتقون معنا في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، الأمر الذي جعل الكثير من شبابنا المتحمسين ، يذهبون مضللين ومخدوعين نحو حمل السلاح ، وتوجيهه في صدور إخوانهم ، ظنا منهم أن فعلهم ذلك إنما هو من أجل الدفاع عن الدين والأوطان ، والحقيقة إن شبابنا بفعلهم ذلك إنما يخدمون عدوهم الصليبي الصهيوني من حيث كانوا يعلمون أو لايعلمون .
ولعل ما أود الإشارة إليه ، هو ما أقرأه وأسمعه من تأويل وتحليل وتعليل لكل عمل يقوم به محور المقاومة ضد العدو الصهيوني ، ونصرة لأطفالنا ونسائنا وشيوخنا من أبناء الشعب الفلسطينيين في قطاع غزة ؛ إنهم يهاجمون المقاومة الإسلامية بأقلامهم وألسنتهم ، تارة ساخرين وأخرى مكذبين ، وكأن الأمر لايعنيهم ، بل وكأنهم ليسوا من هذه الأمة ، تجدهم في أحايين كثيرة صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم ، بحثت كثيرا فيما تكتب أقلامهم ، وماتردد ألسنتهم ، ولم أجد لذلك مسوغا واحدا مقنعا أبدا ، من ذلك على سبيل التمثيل ؛ انتصرت فصائل المقاومة الإسلامية بقيادة كتائب القسام في غزة يوم السابع من أكتوبر المنصرم نصرا اعترف به العدو قبل الصديق ، فقالوا إنما ذهبوا لذلك بأمر من إيران ، وكأنهم لايعلمون أن الشعب الفلسطيني في حرب مع العدو الصهيوني منذ أكثر من 75 سنة . المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان في مواجهة قتالية مع العدو الصهيوني من اليوم الثامن من أكتوبر المنصرم إلى هذه اللحظة انتصارا لإخوانهم في قطاع غزة ، وتجاوز شهداؤها المائة ، لكن هذا كله لايعجب أولئك القوم ، ويقولون لماذا لايجتاحون إسرائيل كلها من الشمال ؟ لماذا لانلتمس لهم العذر ونقول : ربما لايستطيعون مواجهة الحلف الصليبي الصهيوني كله ، وكذلك المتصهينون من أبناء المنطقة والإقليم ، لاسيما وجبهتهم الداخلية ليس كما ينبغي . المقاومة الإسلامية في العراق وسوريا توجه ضربات مؤلمة للقواعد الأمريكية الصهيونية يوميا ، ومع ذلك يكذبون أولئك القوم ، ويقولون إنها مسرحيات هزلية ينفذونها بتوجيهات من العدو الصهيوني . تنطلق الصواريخ والمسيرات من اليمن نحو إيلات ، ويسقطون الطائرات الأمريكية فوق البحر الأحمر ، فيقولون إن ذلك ضرب من الكذب ، يمنعون سفن العدو الصهيوني من المرور عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب ، بل ويقتادون سفينة صهيونية إلى سواحل الحديدة ، فيقولون إنما جاءت السفينة تحمل كمية كبيرة من الأسلحة المتطورة هدية من العدو الصهيوني لليمن .
اعلموا ياهؤلاء أن أقوالكم هي أقوال المنافقين معادة مكررة ، وسلوككم هي سلوك المثبطين ، وتصرفاتكم هي تصرفات المرجفين ، وقبل هذا وذاك لعمري إنكم بأقوالكم وأفعالكم هذه أنتم تشاركون العدو الصهيوني في مجازر غزة ، أعلمتم أم لم تكونوا تعلمون .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار