<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
ساحة حرة

خمس دقائق قبل خروج القطار عن السكة الحديدية

عدن توداي:

مقال لـ:  أحمد السيد عيدروس

هل ركبنا القطار الخطئ ؟؟

هل يحق لنا الندم؟؟

لاااا لاااا لاااا لن أندم

فلم يكن في المحطة قطاراً سواه

وكان الليل مخيف والعاصفة شديدة والمحطة مرعبة وكان علينا أن نغادر المحطة مع أول قطار نصادفه

 

لقد كنت أعلم.

منذ الوهلة الأولى أن القطار لن يصل إلى وجهته

لكنني مضيت .٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كان القطار مسرعاً وكانت السكة التي يمشي عليها متهالكة وكان وقوده الذي يسير به هدية مجانية منحة من دولة نفطية مجاورة وكان بهذا الوقود عيوب ولم يكن صالح للضخ في خزانات القطار

لكن وبما أنه منحة مجانية لم يتم رفضة وسُمح له بدخول البلد وتسيير القطار الوحيد الذي نملك

لقد كان المهندس الذي أمضى على جودة شحنة الوقود هذة يجلس بجواري غارق في التفكير ٠٠٠٠؟؟

لكن لم أكن أعلم بما يفكر ٠٠٠٠٠٠؟؟

كان يبدو علية التعب والإرهاق

لكنه لم يكن خآئف من أن تخرج الأمور عن السيطرة بسبب شحنة الوقود التالفة

هل كان لا يبالي فعلاً ؟!

هل كان يشعر بالذنب ولكنه يكابر ؟!

لكنَّ المصيبة أن لا أحد يكترث

ولم يكن أحد من الذين على متن القطار خائف

حتى أنا لم أشعر بالخوف

وكنت أتمنى أن اغفو وانام خمس دقائق فقط

ولم أهتم أن هذه الدقائق الخمس هي الأخيرة

قبل أن يخرج القطار عن السيطرة

ويخرج عن المسار بسبب هذا الوقود التالف

خمس دقائق متبقية قبل خروج القطار عن السكة الحديدية

هل يستطيع أحد أيقاف القطار قبل الكارثة

لماذا لا يسحب أحد سلسلة الطوارئ التي توجد بكل مقصورة وتقوم بإيقاف القطار عند سحبها في الحالات الطارئة

لم يكن أحد من الركاب يريد أن يُوقف القطار لقد كنّا مُنهكين ومتعبين ولم يكن ينتظرنا أحد فقد أستشهد الرفاق وتأرملت الزوجات وتيتم الأطفال وبقينا نحن الأشباح نتجول في هذا الوطن المخيف

لقد كان الموت يعتبر نصراً نحققه لأنفسنا التي أتعبتها الحياة

كان القطار يجر ست مقصورات وأُضيفت له مقصورة سابعة صغيرة

تحمل على متنها مجموعة من العسكر الذين يتحدثون عن الثورة ومكاسبها لقد كانو شباباً في مقتبل العمر عائدين إلى الوطن بعد معركة شرسة خاضوها مع الغزاة ولم يكونو يعلمون ما ينتظرهم على الطريق

أما الست المقصورات فقد توزع عليها بقية الركاب وكنت أنا في المقصورة الثالثة وهي نسبياً تعد مقصورة مريحة للطبقة الوسطى من الشعب وكان يجلس بجواري ذالك المهندس الغارق في التفكير وهو بالمناسبة أحد الرفاق المناضلين في الماضي

وكان ينظر من نافذة القطار ويتمتم بكلمات يقول إلى أين يأخذنا هذا القطار ليته يسير دون توقف حتى نهاية العالم٠٠٠٠٠

وأشعل سيجارة وأخذ يدخن السيجارة مع أنها ممنوعة في القطارات

ولكنه كان يعرف أنها آخر سيجارة له سيشعلها ٠٠؟؟

 

لقد كنا جميعاً محبطين ٠٠٠٠؟؟

 

لكن ما كان يؤرقني وأنا جالس على مقعدي أتفحص وجوه الركاب على هذا القطار المسرع

أنه لا أحد خائف ٠٠٠٠٠؟؟

 

هل كانو جميعاً يعرفون ما ينتظرهم على الطريق ؟!

 

لماذا لا يتكلمون لماذا الجميع صامتون لماذا لا يوقف القطار أحد

خمس دقائق متبقية قبل خروج القطار عن السكة الحديدية

أريد أن أخبرهم بالحقيقة لعل أحداً يمتلك الشجاعة ليسحب السلسة ويوقف القطار لكنني في كل مرة كنت أتراجع

وأنا أرى أحلام أولآئك الشباب الجميلة وهم يطمحون ببناء دولتهم المستقلة

أولآئك الشباب المتحمسون الذين يتكلمون عن الثورة وأنتصارات الثوار لم أستطع أن أقاطعهم

فما أعرفه سيُكدر فرحة الأنتصار

ويثير الرعب في القطار

ففضلت السكوت والنظر في أعين الرفاق

وكأننا كنا نودع بعضنا بعضاً في صمت٠

 

كتبه احمد السيد عيدروس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار