التعليم التقليدي يغزو مدارس أبين

عدن توداي:
مقال لـ: الخضر البرهمي
إن هناك ولسوء الحظ عدداً كبيراً من المعلمين في مدارس محافظة أبين ، لا زالوا يعتقدون أنهم في غنى عن إستخدام تقنيات التعليم ، وأنه إذا كان المعلم متمكناً من مادته العلمية ، بليغ الكلام طليق الأسلوب واضح الشرح والبيان كثير الامثلة ، فإنه وبلا شك سوف يجعل جميع طلابه يستوعبون مادته ودروسه ، ومن ثم فلا داعي من وجهة نظرهم لإضاعة الوقت في إستخدام تكنولوجيات التعليم ، فهناك للأسف نسبة كبيرة من المعلمين الذين لازالوا يعتقدون بوجاهة هذا الرأي وصحته !
ولعل السبب الرئيس أو على الأقل أحد الأسباب الرئيسة لإستخدام مثل هذا الأسلوب ، والذي يعتمد على تلقين المعلومات وإرسالها في اتجاه واحد أي من المعلم إلى المتعلم ، يرجع إلى تعود مثل هؤلاء المعلمين على هذا الأسلوب التقليدي ، الذي نقلوه عن أساتذهم ، وحين يسألهم الموجه يوجهون الكثير من النقد اللاذع والإنتقاد المر لهذا الأسلوب وينكرون إستخدامه فهم مع التقنية قول ، وفعل كالحُب الذي آخرته من اللقاء مواعيد عرقوب !
جهود كبيرة ومتواصلة تبذل من قبل الأستاذ الدكتور وضاح صالح المحوري مدير عام مكتب التربية والتعليم أبين ، لتغيير الاتجاه التقليدي للتعليم في مدارس أبين وذلك عن طريق إستخدام الوسائل والتقنيات التعليمية في التعليم رغم شحة الإمكانات وعدم توفرها لدى معظم مدارس المحافظة !
قد يظن البعض أن طرح مثل هذه المواضيع سذاجة ، وإضاعة للوقت واستهتار بذكاء الفرد ، حيث ان كل الناس وفي مقدمتهم المعلم يعرف جيداً أن تقنيات التعليم مفيده للمتعلم ، ولا غرور في ذلك فإن أي مدرسة مهما كانت صغيرة لابد أن يتوفر فيها نوع من هذا الجمال التكنولوجي ، فاللوح الأسود والملصقات بانواعها لم تعد تقنيات لذا فإن المعلم الفاهم الغير مدرك لهذه التقنية ناقص وفاقد الشي لا يعطيه !
من هنا فنحن نسعى من خلال هذا الموضوع إلى خلق قناعة وتكوين إتجاه عند المعلم بضروره استخدامه للوسائل والتقنيات كعنصر أساسي للعملية التعليمية ، لدرجة أنه لايمكن أن يكون هناك تعليم فعال من دونها ، وبالتالي فإن استخدامها في عمليات التدريس المعاصرة لم يعد إضاعة للوقت أو هدراً له
جانب آخر التعقيدات الروتينية التي تفرضها القوانين الإدارية في بعض من مدارس المحافظة أبين جزء من هذا الغزو ، ولقد شاهد الكاتب بأم عينه الكثير من أجهزة التلفاز والفيديو قابعة في غرفة مدير المدرسة ، بدل أن يكونان في صالة العرض أو المكان المُخصص لهما ، وحينما استفسر عن السبب أخبره المديرون أنه لا أحد يستخدم هذه الأجهزة ومن ثم أحضرت إلى غرفة المكتب للزينة والديكور !