سكين الذئب
(عدن توداي)
مقال لـ: حسين السليماني الحنشي
انتشرت حيوانات، زعيم المدينة، كعادتها وأكلت المحاصيل الزراعية!
فشكى أهل المدينة إلى كبيرهم، وزعيمهم ما أصابهم من ضرر…
فجمع زعيم المدينة كل الناس، وأخبرهم أن هذه الحيوانات هي سبب ما يحدث من تخريب…
ومن حقي اليوم أن اتخلص منها، وعلى الكل إحضار الحيوانات الغير المنضبطة للقصاص منها!
وتتخلص المدينة من حجم الدمار الذي يلحق بها كل مرة.
ومن خلال هذا نعرف الأيادي المشبوهة، ومن يقف خلفها،
وأنني أقدم اليوم حيواناتي قبلكم للقصاص !
سارع المطبلون قبل الناس بالحديث، وقالوا:
لقد اكتملت فيك الزعامة والعظمة، والحقيقة أنك أفضل من يمثلنا، تفوح منك مشاعر الحب والرحمة، التي لاتجد عند غيرك…
وواصل المطبلون الحديث دون انقطاع؛ مما منع الآخرين، من ابدأ المناقشة مع الزعيم، وهكذا ظل المطبلون يتحدثون عن الزعيم ومناقبه …
تنحى الزعيم قليلا فقال: اعفوني هذه المرة من الزعامة!
لقد كثرت الشكوى من حيواناتي…
*يسارع المطبلون كعادتهم للثناءعليه.*
قالوا: ليس لك عذرا تتعذر به أبدا، أن تتركنا بوسط الطريق! وهم على هذا الحال، مرت الخرفان بهم، ولم تلقي لهذا الحدث التاريخي، أهمية .
الزعيم ، يستوقفهم !!
قال: نبدأ من هنا!!!
قال الناس:
يا زعيم، أنهم لم يقترفوا شيئاً، ولا يعلمون حتى اين تقع المحاصيل؟
والحق أن حيواناتك هي من تسببت بالضرر والجميع يعلم بذلك!
*قال زعيم المدينة: نعم لقد كنت اشاهدها في أحدى الأيام حين أخذتها الحاجة، و تحت وطأة الجوع تناولت القليل، وهذا الشي الذي جعلني أخفيه رحمة بهم !*
*صفقت الحاشية، وأطلق المطبلون على هذا الخطاب ب(الخطاب التاريخي)!*
عندها لم يسكت المطبلون…
قال زعيم المدينة: اليوم حصحص الحق, نقدم تلك الخرفان كعصابة أخذت الأموال وخرّبت الممتلكات، واليوم لابد من القبض عليهم وتقديمهم للعدالة!!!
فكانت الدهشة من الناس ، وارتفع اصوت المطبلين …..
تابع الناس جلسات المحاكمة، حتى انتهت.
*كان الحكم من الدستور، كما جاءت في مواده المعدلة …*
ويكون هؤلاء عبرة لمن يفكر في استباحة حقوق الناس ومصالحهم!
وبعد انتهاء المحاكمة: كانت الناس تهمس وتقول: أن الخراب الذي لحق بنا كان من ـ لصوص ـ آخرين.
لكن المطبلون كمموا أفواه الجميع،
وارجفوا المدينة…
*قال البعض : إن المطبلين كالذئاب [… يأكلون مع الذئب ، ويبكون مع الراعي…] !!*
*وسيجعلون الذئب أيضا رمزاً لوحدة الصف ومدافع عن الشعب، وسيكون هكذا حالنا؛ مادام ميزان العدل في كفيه المطبلون وسكين الذئب…!*