<data:blog.pageTitle/> <data:blog.pageName/> - <data:blog.title/>
رئيس التحرير | جمال المارمي
مقالات

لا أريد منهم غير الاعتذار

عدن توداي

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي

    لقد اصطحبت أحد أبنائي مساء أمس إلى منزل أحد القادة الذي تربطني به علاقة طيبة ، وقد قضينا في كرم ضيافته وقتا ممتعا ، وبعد أن صلينا صلاة المغرب في منزل ذلك القائد ، عدنا إلى مواضعنا في ديوانه الكريم لنواصل جلستنا المباركة ، وإذا برجل يطل علينا من الباب يطلب الإذن بالانضمام إلينا ؟ أذن له رب المنزل على الفور ، وقبل أن يجلس ، ألقى نظرة سريعة على مواضع القعود في الديوان ؛ ليحتل الموضع غير المشغول ، لكنه تفاجأ أن لاموضع قريب من رب الديوان ، وقبل أن يتجه إلى القعود بعيدا عن سيد المنزل ، صرخت أنا باسم ابني طالبا منه أن يترك مقعده لذلك الشريف أصلا وسلوكا ، قعد ذلك الشريف ، وقبل أن يستعرض مشكلته ، ويقول : أخي القائد أنا لا أريد أكثر من الاعتذار منهم ، قمت بتزكيته عند القائد ورجوته أن ينتصر له ؛ لأن في نصرته نصرة للحق .
    وفي الطريق في أثناء عودتي إلى منزلي ، سألني ابني ، من أين تعرف ذلك الرجل الذي أمرتني بإخلاء مقعدي من أجله يا أبي ؟ اعلم يا بني أن مسافة الطريق قصيرة والقصة طويلة ، احكيها بإيجاز يا أبي حفظك الله وأنا سوف أقلل من سرعة المركبة ما أمكن ، لابأس يا بني ، سوف أحكيها بإيجاز شديد .
    اسمع يابني ذلك الرجل الشريف ، كنت أعرف أباه جيدا من سني المنفى ، وكان كثيرا مايحدثني أن له ابنا في منطقتنا ، مع أن الأب من شرق البلاد ، وبعد أن عدت إلى أرض الوطن ، تعرفت على الابن إذ كنت أسمعهم ينادونه بالشريف ، وكلما نظرت إليه وجدته صورة طبق الأصل من الشريف الذي كان صديقي في المنفى ، وذات يوم دعانا الشريف الصغير للمقيل في منزله ، وفي ذلك المقيل سألته ، أمازال أبوك على قيد الحياة ؟ قال : أجل مازال أبي ينعم بالعافية ، قلت : وهل يسكن معك هنا ؟ قال : كلا ، لقد رحل عني وأنا رضيع في حجر أمي لظروف قاهرة ، لكن معذرة ما اسمه الرباعي ؟ وهنا جاء بالاسم كاملا ، فعرفت أن أباه هو صديقي في المنفى ، وفي هذه اللحظة أصبحنا أكثر من صديقين ، والأهم من ذلك أنه كان الشريف الصغير يدير مؤسسة مهمة في المنطقة ، فلم أعرف منه إلا ذلك المثل الأعلى للنزاهة ، والحفاظ على المال العام ، وفن الإدارة ، والمعاملة الراقية ، والأخلاق السامية .
    أفهمت يابني قصة ذلك الشريف ؟ أجل يا أبي ، ولكن ما الذي كان يريده من القائد اليوم بعد أن أقالوه من إدارة المؤسسة ؟ وفي الإجابة على سؤالك هذا يا بني قصة أخرى ، ولكنني سوف أجيب بإيجاز شديد . إن في تصرفات اللصوص وسلوك الفاسدين ما يبعث الاستهجان والغرابة ، لقد أرادوا استبدال الشريف النزيه بلص فاسد يسرق لنفسه ولأسياده ، دون أي حياء أو خجل ، أو أدنى تفكير فيما ستؤول إليه المؤسسة من تدمير ، أو في الضرر الذي سيلحق بالمواطن البسيط ، والأسوأ من ذلك أنهم أقالوا الشريف بتهمة اختلاس المال العام دون أن يبلغوه بالاستقالة ، وإنما كان هو آخر من يعلم . سلم الشريف المؤسسة وذهب إلى المحكمة متسلحا بوثائقه ، وقبلها بصدقه ونزاهته ، يريد أن يعرف من عدالة القضاء الأموال التي اختلسها على حد زعمهم ؟ وبعد مشوار طويل من التقاضي حصل على حكم صريح يبرز نزاهته ، ويثبت عدم اختلاسه لأي فلس من المال العام . وهنا حضر إلى ديوان القائد يطلب منه أن يستدعي خصومه ليعتذروا له فقط ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
تنفيذي المنصورة يشيد بجهود وحدة التدخل لحماية أراضي العاصمة عدن في الحفاظ على الممتلكات العامة والخا... اجتماع برئاسة وزيري المالية والداخلية يناقش جهود تنفيذ الإصلاحات الحكومية بالقطاع الأمني الوزير الوصابي يبحث مع السفيرة الفرنسية تعزيز التعاون المشترك في مجال التعليم العالي وزير الداخلية يبحث مع السفيرة الفرنسية التعاون الامني بين البلدين لحج.. الحواشب تحتفي بالعريس القائد "حمزة المحرابي" في أجواء فرائحية بهيجة وبحضور قيادات سياسية وعسكر... هل غزة تشبه إبراهيم عليه السلام؟ السلطة المحلية بمديرية زنجبار تلتقي بمنظمة التكافل الدولية لمناقشة مشروع المساعدات الغذائية متعددة ا... لحج.. فريق التوجيه التربوي في اجتماعه الدوري يناقش مهامه عقب استئناف الدراسة. برعاية رئيس انتقالي أبين وتحت شعار خيرنا لأهلنا لليوم الثاني استمرار حملة توعوية للوقاية من وباء الك... صندوق النظافة بزنجبار ينفذ حملة إزالة القمامة في مجمع بلقيس التربوي تزامناً مع حملة شباب زنجبار لتوع...
Perfect click – photography learning institute. Creating a workplace environment that is inclusive and diverse is essential to building a socially responsible business. Sonic forces running game 4.