سموم الدايوكسين تجتاح الإنسان والبيئة في أمصرة!
(عدن توداي)
مقال لـ: الخضر البرهمي
من ينقذ صرة النخعين الواقعة في النطاق الإداري لمديرية لودر من سموم الدايوكسين ؟ مازالت مشكلة تلوث البيئة من المشاكل المستعصية التي تعاني منها البشرية في هذا العصر ، إذ إن هذه المشكلة تهدد كل الكائنات الحيّة والنباتات ، وقد فرضت نفسها كعائد سلبي على التقدم التقني والحضاري للإنسان ، فالأرض الزراعية في منطقة أمصرة وتحديداً في الجزء الجنوبي الشرقي منها ، ملوثة بالمبيدات وأخطرها الدايوكسين !
مطامع المزارع الدخيل على هذه المنطقة وعبثه اللاهي ، حولها إلى تجارية وعبث بخصوبتها وعذريتها ، وخصوصاً بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 90% من الأمراض الخبيثة (المسرطنة) ترجع إلى عوامل بيئية نتيجة لنشاطات الإنسان المتهور !
ومن ناحية أخرى ، فإن تخزين المبيدات وإعادتها في التربة ، يتيح الفرصة لإنتاج الدايوكسين القاتل ويوماً بعد آخر تكبر المأساة ، كذلك تحضير المواد العضوية بطريقة تقليدية التي تحتوي على مادة الكلور ، تساهم في أنتشار هذه المادة السامة وبالتالي فإن الأراضي الزراعية في هذا النطاق الجغرافي من منطقة أمصرة رغم وفرة العائدات المالية الضخمة على المزارعين ، مصدر قلق للحياة ، وتهديداً لصحة الإنسان والبيئة !
يتجلى هذا التهديد بصورة خاصة لكل الساكنين في مدينة أمصرة وأجزاء من سكان المناطق المتاخمة على حدود النطاق الزراعي للأرض التي يحرثها الأثرياء ، عموماً مخرجات الإنتاج والاستهلاك أثرت على حياة الناس بشكل غير مباشر ، وساهمت كذلك في خلق مستويات عالية من التلوث في الهواء على أراضي الأشقياء ، من ثم أصبحت الأرض في هذا الأقليم الزراعي غير قادرة وعاجزة على الإنتاج ، إلا إذا توفر المبيد !
مسألة حيوية خطيرة ومعقدة جداً ، بالنسبة لمستقبل كل الناس في أمصرة ، وقد تظهر مساوئها وسلبياتها في أماكن أخرى من مناطق المديرية لودر ، أذا تم التمادي في الأمر عندئذ فقط يصبح من الممكن الحديث عن أمراض وأضرار البيئة ، فأصطناع الطاعة أشد ضلالة من الخطأ !
إن هذه الصورة الكئيبة التي أوردتها في هذا الموضوع قد تزعج كل القُراء ، فهي دلالة واضحة على الجهل وعدم اللامبالاة ، فتفاقم النزاع بين الاقتصاد والنظام الإيكلوجي ينذر بحلول كارثة بيئية في المنطقة بشكل عام ، أن لم تكن هناك تدخلات تمنع إضافة الدايوكسين في التربة ، وأخيراً أرى أن التلوث يخدم الاقتصاد ، أقصد الربح السريع في منطقة أمصرة ، ومَن يكتب حفاظاً عن المستقبل متهم في رأيه ، أنا بلغت اللهم فشهد !